شهدت منطقة البادية السورية خلال اليومين الماضيين، هجوما وُصف بأنه الأعنف شنه تنظيم داعش وخلاياه على مواقع متفرقة لقوات النظام السوري وميليشياته المساندة.
وفي التفاصيل، لقي 5 عناصر للنظام وميليشياته مصرعهم في هجوم للتنظيم استهدفهم في منطقة سد وادي أبيض قرب مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، كما أسفر الهجوم عن وقوع إصابات في صفوف تلك القوات.
وفي السياق، قُتل ثلاثة عناصر للنظام وأصيب آخرون، بهجوم لمسلحي داعش في محيط بلدة السخنة شرقي حمص، استخدم فيه التنظيم أسلحة رشاشة ثقيلة على سيارات رباعية الدفع وقذائف صاروخية.
وعقب الهجوم، شنّ سلاح الجو الروسي غارات جوية في محيط بلدة السخنة، واستقدمت قوات النظام ومجموعاتها المساندة تعزيزات لتمشيط محيط البلدة.
وحسب الأنباء الواردة، فقد فقدت قوات النظام الاتصال بثلاثة عناصر من ميليشيات الفرقة الرابعة، خلال حملة تمشيط على طريق “تدمر السخنة” شرقي حمص أيضاً.
وبلغت حصيلة قتلى النظام وميليشياته من جراء هجمات التنظيم في البادية السورية خلال شهر آذار/مارس الماضي، أكثر من 70 قتيلاً.
وفي هذا السياق، أكد الناشط الإنساني والحقوقي محمود أبو يوسف لمنصة SY24، أن “داعش هو مجموعة تربط تحركاتها بأهداف معينة، بمعنى أن هذا التنظيم هو ورقة ضغط سواء ضد الميليشيات الإيرانية أو قوات النظام، وربما تستخدمه بعض الأطراف لخلق الفوضى وزعزعة الاستقرار في المنطقة، فهو ليس فصيل جهادي ولا فصيل وطني، فهو لم يحارب النظام السوري على سبيل المثال بل تم توجيه قوته لمحاربة الجيش السوري الحر لإقامة الدولة المزعومة التي كان من المتوقع أن تنهار بسرعة بسبب رسائلها المتطرفة وبسبب اتخاذها المنطقة الشرقية من سوريا كمعقل لها”.
ورأى أن هذا التنظيم ونشاطاته هدفها إيصال رسائل معينة من بعض الأطراف، حيث يتم استخدام داعش لإيصال هذه الرسائل إلى وجهتها المحددة، حسب تعبيره.
ووسط كل ذلك، يرى مراقبون أن تنظيم داعش وخلاياه النائمة نجح في بناء المزيد من قوته في مناطق سيطرة النظام والميليشيات في البادية السورية، بعكس المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية.
ولفتوا إلى أنه من الملاحظ أن هناك تمددا لتنظيم داعش في البادية السورية بضوء أخضر روسي ومن ميليشيات إيران، كي تكون ورقة بيدهم في منطقة البادية السورية.
ورغم تباين الآراء التي يشير بعضها إلى انحسار داعش في سوريا، وبعضها الآخر يرى أنه يعمل على تجديد قوته وخاصة شرقي سوريا، تؤكد التقارير أنه نجح في استمرار التواجد بشكل خاص في البادية السورية التي تخضع لسيطرة النظام وروسيا والميليشيات الإيرانية.