وَصفَ المتحدث باسم اللاجئين السوريين في مخيمات بلدة “عرسال” اللبنانية، الوضع الإنساني والمعيشي للاجئين السوريين بالسيئ جداً، مشيراً إلى أن “اللاجئين يقطنون في خيام من شوادر النايلون، والأعمدة الخشبية”.
وقال “أبو علي القريتين” في تصريح خاص لـ “SY24”، إن “اللاجئ السوري يعاني من انعدام الدخل والمردود الأمر الذي يزيد من صعوبة وضعه المعيشي”، مبيناً أن “الاعتماد الرئيسي يبقى على ما تمنحه الأمم المتحدة من معونة مادية لا تتخطى حاجز 27 دولار ونصف، لكل فرد مسجل لديها”.
وأضاف، أن “ما زاد الطين بلة، هو حرمان مفوضية شؤون اللاجئين لعدد كبير من اللاجئين السوريين لتلك المعونة المادية، وتم فصلهم بحجج وأعذار واهية ومن دون توضيح الأسباب”، على حد تعبيره.
وتحدث “أبو علي” عن أبرز الانتهاكات التي يتعرض لها اللاجئ السوري في مخيمات عرسال، وأبرزها الظلم الواقع عليهم من قبل المنظمات الدولية ومن قبل الجيش اللبناني والأفرع الأمنية اللبنانية، مؤكدًا أن “كل ما يمارس من ضغوطات على اللاجئ السوري هدفها إرغامه على العودة إلى حضن الوطن تحت سيطرة رأس النظام بشار الأسد”.
وأشار إلى أن “من يقف خلف تلك الضغوطات التي تمارس بحق اللاجئين السوريين هو حزب الله المتمكن من مفاصل الدولة اللبنانية والمتحكمة بكل شيء”.
وكان الجيش اللبناني اعتقل نحو 30 لاجئاً سورياً، خلال حملة مداهمات نفذها الثلاثاء الفائت في (30 من كانون الثاني/يناير)، في مخيمات اللاجئين السوريين في بلدة “عرسال” اللبنانية ولاسيما في منطقة “الجسر”.
وقال المتحدث باسم اللاجئين السوريين، إن “الجيش اللبناني وجّه للمعتقلين تهمة عدم امتلاكهم أوراقاً ثبوتية”، مؤكداً أن “غالبية من تم اعتقالهم لا علاقة لهم بالتهم التي وجهت لهم”.
وأوضح أن “الجيش اللبناني أطلق سراح عدد من اللاجئين السوريين، في حين بقي 16 منهم ما يزالون رهن الاعتقال في السجون اللبنانية”.
ووصف “القريتين” تعامل الجيش اللبناني مع لاجئي مخيمات عرسال بـ “الوحشي والهمجي”، بشكل فاق نظام الأسد بالمداهمات وخَلقِ الذعر وإطلاق الرصاص والاعتداء على النساء وشتم اللاجئين، منوهاً إلى أنه “في العام الماضي قام الجيش اللبناني بتفتيش النساء بحجة البحث عن أحزمة ناسفة”.
ويقبعُ في السجون اللبنانية، بحسب المصدر ذاته، ألاف المعتقلين السوريين، مشيراً إلى أن “تلك السجون تتوزع في مناطق، بعلبك وزحلة وصيدا وسجن رومية وطرابلس، يضاف إلى ذلك أعداد كبيرة من المعتقلين القابعين في سجن روميّة”.
وفي إجابة منه على سؤال حول دور المنظمات الأممية والدولية والإنسانية إزاء تلك الانتهاكات المرتكبة بحق اللاجئ السوري في عرسال، قال “القريتين”، إن “المنظمات الدولية لا ترى ولا تسمع أي شيء، إنما يقتصر الأمر على مجرد الوعود الكاذبة بالنظر في أوضاع اللاجئين السوريين”.
وشددّ “القريتين” على ضرورة إنشاء منطقة آمنة خالية من قوات النظام وميليشيا حزب الله وغيرها من الميلشيات المساندة لها، وأن تكون برعاية الأمم المتحدة من أجل نقل اللاجئين السوريين إليها والحد من معاناتهم جراء الانتهاكات المرتكبة بحقهم.
ولفت، إلى أنه “في حال بقاء اللاجئين السوريين في لبنان، فإنهم يطالبون بأن تتوفر لهم أبسط الحقوق المتمثلة باستمرار دعم المنظمات الاغاثية لهم بالمواد الغذائية ومواد التدفئة وخاصة مادة المازوت التي حرمتهم منها مفوضية اللاجئين هذا العام، كونها وزعت القسم الأكبر من تلك المعونة على أهالي بلدة عرسال اللبنانية، في حين لم يحصل اللاجئ السوري سوى على كميات قليلة فقط لا تكفي الحاجة المتزايدة خلال فصل الشتاء”.
منظمة دولية تلفت الانتباه للضغوط الممارسة على اللاجئين السوريين:
وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أكدت في تقرير صادر عنها (الأربعاء في 20 أيلول) العام الفائت، تعرض اللاجئين السوريين في مخيمات عرسال لضغوط كبيرة، بهدف إجبارهم على العودة إلى سوريا.
ودعت المنظمة ذاتها ، لبنان، إلى ضمان تمكين اللاجئين من تنظيم وضعهم القانوني والتمتع بحرية التنقل والحصول على المساعدات الإنسانية، يضاف إلى ذلك ضرورة أن تحترم الإجراءات الأمنية حقوق المدنيين في عرسال.
وقال “نديم حوري” مدير قسم مكافحة الإرهاب في المنظمة، إن “أوضاع عرسال زادت سوءً إلى درجة أن لاجئين كثراً عادوا إلى منطقة حرب، وإن لدى السلطات اللبنانية مهمة صعبة متمثلة في الحفاظ على الأمن في عرسال، لكن بعد إخراج داعش والنصرة، ومن الضروري تحسين الخدمات وحماية المدنيين”.
ويقطن في مخيمات عرسال والبالغ عددها نحو 108 مخيمات، ما يقارب من 80 ألف لاجئ سوري وفق تقديرات المتحدث باسم اللاجئين السوريين في عرسال، ويفتقرون لأبسط مقومات الحياة، في ظل غياب أي دور للمنظمات الاغاثية والإنسانية عن مدّ يد العون لهم.