أعلنت لجنة الحج العليا السورية التابعة للمعارضة السورية، أمس الثلاثاء، عن تخويلها من قبل المملكة العربية السعودية بإدارة ملف حج السوريين في منطقة شمالي سوريا وتركيا.
وأوضحت اللجنة في بيان، أنه “تقديراً من وزارة الحج والعمرة (السعودية) للخدمات التي قدمتها اللجنة في السنوات العشر الماضية، تم اليوم الثلاثاء، تخويل اللجنة لإدارة الحج وخدمة الحجاج السوريين المقيمين في الشمال السوري وفي تركيا بشكل مستقل ومباشر كي يتمكنوا من أداء فريضة الحج بيسر وسهولة”.
يأتي هذا القرار بعد سنوات من إدارة اللجنة للملف في تلك المناطق، وتقديراً للخدمات التي قدمتها خلال تلك الفترة، في حين أكدت اللجنة أنها ستعلن عن مواعيد وشروط وآليات التسجيل والتسديد في الأيام القليلة القادمة.
كما يأتي هذا الإعلان بمثابة كشف لحقيقة ادعاءات النظام السوري بخصوص ملف الحج، حيث كان النظام يدّعي أنه هو الجهة الوحيدة المخوّلة من قبل السعودية لإدارة هذا الملف.
وقوبل هذا الخبر بفرحة كبيرة من قبل الراغبين في زيارة بيت الله الحرام من السوريين في شمالي سوريا وتركيا، حيث أعربوا عن خشيتهم ومخاوفهم خلال الفترة القليلة الماضية من صعوبة أداء فريضة الحج بسبب مساعي النظام للاستحواذ على ملف الحج.
ورحبت المعارضة السورية بقرار السعودية واعتبرته خطوة إيجابية تُساهم في تخفيف معاناة السوريين، حيث توجه رئيس لجنة الحج العليا ورئيس الحكومة السورية المؤقتة عبد الرحمن مصطفى، بالشكر للمملكة العربية السعودية والحكومة التركية على جهودهما في خدمة الحجاج السوريين.
وذكر ناشط سياسي من أبناء الشمال السوري لمنصة SY24، أن المعارضة ستحصل على 5000 فيزا تقريباً/ والنظام سيحصل على نحو 17000 فيزا.
وأضاف أن النظام كان يسعى للاستحواذ والتفرد بملف الحج باعتبار أن بقاء أي جزء من الحجاج خارج إطار سلطات النظام لا يمنحه الشرعية الكاملة، وكان يسعى لقطع العلاقة بين السعودية والمعارضة.
ورأى أن ملف الحج في النهاية هو ملف ديني إنساني، ومن المفترض ألا يحرم أي مستحق من هذا الحق، ولكن النظام يعمل على تسييس كل شيء.
يذكر أن ملف الحج كان موضع نقاش بعد استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية والنظام السوري، حيث كانت هناك مخاوف من تسييس الملف لصالح النظام السوري.
وحالياً، أصبح النظام السوري يتشارك مع المعارضة السورية في إدارة ملف الحجاج السوريين للمرة الأولى منذ 12 عاماً، بعد أن كان محصوراً فقط باللجنة التابعة للمعارضة السورية.