ارتفاع ملحوظ في معدل حوادث السير منذ بداية شهر رمضان الحالي شهدته مناطق متفرقة من محافظة إدلب شمال سوريا، وباتت خطراً يهدد المدنيين رغم تفعيل قوانين السير ووضع إشارات المرور وضبط الوضع في عدد من مراكز المدن الرئيسية، إلا أن الازدحام الكبير والكثافة السكانية في المنطقة ساهمت بشكل مباشر في ارتفاع حوادث السير خلال الأيام الماضية.
وفي آخر المستجدات التي رصدتها المنصة، شهد يوم أمس الثلاثاء خمسة حوادث سير تسببت بإصابة 6 مدنيين بينهم 4 أطفال وامرأة في عدة مناطق بريفي إدلب وحلب، استجابت لها فرق الدفاع المدني السوري، حسب ما أكده المتطوع “حميد قطيني”.
وقال في حديث خاص إلينا: إن “تلك الحوادث تسببت في إصابة طفل بكسر في قدمه جراء تصادم دراجة نارية وسيارة على طريق قرية مورين، كما أصيب فتى بجروح ورضوض إثر تدهور دراجة نارية يستقلها على طريق قرية كفرروحين”.
وأضاف أن الحوادث تسببت أيضاً بإصابة امرأة بحادث مروري في بلدة أطمة، بخروج دراجة نارية عن مسارها في قرية الكستن في ريف إدلب، كما أصيب طفلان بحادث سير دراجة نارية على طريق قبة (الشيخ – ترحين) شرقي حلب.
وقبل يومين أصيب 7 أشخاص بينهم 3 نساء وطفل وطفلة وشاب من عائلة واحدة بجروح وكسور إثر حادث سير نتج عن تصادم سيارتين على طريق الشيخ يوسف غربي إدلب مساء الاثنين الأول من نيسان، كما أصيب 5 آخرين بجروح إثر حادث سير سببه تدهور سيارة يستقلونها على طريق كفرتخاريم – سلقين غربي إدلب.
و حذّر “قطيني” السائقين من السرعة الزائدة أثناء القيادة لا سيما ضمن المخيمات والمدن والبلدات المزدحمة بالسكان، وفي فترة الذروة قبل الإفطار حيث تشهد الأسواق والشوارع العامة حركة مرورية خانقة، إذ تعد السرعة أحد أبرز أسباب الحوادث، فضلاً عن عدم السماح للأطفال واليافعين غير البالغين بقيادة الدراجات النارية، والتي سببت بمخاطر كبيرة عليهم وعلى الآخرين والتأكد من الحالة الفنية للمركبات وفعالية المكابح وماسحات الزجاج والأنوار الأمامية والخلفية وبطارية المركبة وسلامة الإطارات، منوهاً إلى أهمية التزام المشاة بقواعد السلامة عند قطع الطرقات.
وأضاف أن عدم التأكد من سلامة عمل المكابح و المصابيح خلال القيادة ليلاً، ساهمت في زيادة معدل الحوادث، بالإضافة إلى الكثافة السكانية في المنطقة بسبب التهجير القسري الذي تعرض له المدنيون من قبل قوات النظام و روسيا وتجمعهم في منطقة جغرافية ضيقة نسبياً مع أعدادهم.
وقال: إن “فرق الدفاع المدني السوري تعمل بشكل دوري على تخفيف تلك المأساة والمعاناة بشتى المجالات، وكان لها دور أساسي في محاولة تخفيف حوادث السير، عبر رسومات تعبيرية على الجدران والطرقات الرئيسة في عموم مناطق شمال غربي سوريا، بالإضافة الى الزيارات الدورية للكراجات العامة والمدارس بهدف توعية السائقين والأطفال، وتركيب الشاخصات المرورية في عدة أماكن للحد من الحوادث المرورية”.
حيث تشكل الازدحامات المرورية الخانقة في مدن الشمال السوري، أكبر التحديات التي يعاني منها الأهالي، نتيجة الكثافة السكانية الكبيرة وضيق المساحة الجغرافية، لاستيعاب العدد الهائل من السيارات والشاحنات والمركبات التي يتم استيرادها من دول الجوار دون ضوابط تراعي مخاطر الازدحام.