شمال سوريا.. ألعاب الأطفال بين أسعارها المرتفعة وخطورة بعضها

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

يبحث “أبو عمر” في بسطة ألعاب أطفال كبيرة عن ألعاب مميزة يفرح بها أولاده، ورخيصة تناسب وضعه المادي، وذلك بسبب ارتفاع أسعار الألعاب في الشمال السوري، الذي قلل إمكانية شرائها من قبل أصحاب الدخل المحدود

مع اقتراب عيد الفطر، تنتشر ألعاب الأطفال بأشكال مختلفة وألوان زاهية في المحلات التجارية والبسطات المنتشرة في شوارع مدن الشمال السوري.

“أبو عمر” البالغ من العمر 36 عاماً، أب لأربعة أطفال، يسكن في مدينة أريحا جنوبي إدلب، معلم في إحدى مدارس المدينة، يتجول بين بسطات ألعاب الأطفال ليشتري أربعة منها.

يفتش عن مسدس مائي لابنه البالغ من العمر أربع سنوات، وعن دمية جميلة لطفلته “تالا” البالغة من العمر ست سنوات، وعن أدوات مطبخ بلاستيكية لابنته بعمر الثلاث سنوات، ويبحث لابنه الكبير بعمر العشر سنوات عن سيارة كهربائية يتحكم بها عبر جهاز الكتروني.

مع كل لعبة يجدها مناسبة لطفل ما من أطفاله، يصاب بالدهشة عندما يسأل عن سعرها، يحدثنا عن الأسعار الخيالية التي تشمل كافة الألعاب الصغيرة والكبيرة فيقول : “مسدس ماء بحجم قبضة الكف سعره 30 ليرة تركية، والدمية بحجم وسط تقريباً سعرها 50 ليرة، أما عدة المطبخ سعرها 40 ليرة رغم قلة عددها، السيارة الكهربائية تباع بالدولار فثمنها يتراوح بين 5 و10 دولارات حسب حجمها وشكلها”.

يشتري ” أبو عمر” هذه الألعاب رغم غلائها، لتكتمل فرحة أولاده في العيد، يقول: “أسعارها غالية، لكنني وعدت أطفالي بها، هذه ما جعلني أقبل على شرائها”.

تتوفر  كافة الألعاب النارية في المحلات التجارية رغم خطورتها على صحة الأطفال والبيئة، يراقب “أبو محمد” البالغ من العمر 41 عاماً، المقيم في مدينة أريحا، أولاده الخمسة طيلة فترة العيد، ليمنعهم من شراء هذه الألعاب الخطيرة، ويذكرهم مراراً بالابتعاد عن الأطفال الذين يلعبون بها.

يحدثنا عن بعض أنواع هذه الألعاب فيقول: ” أنواعها كثيرة وأسماءها متعددة أشهرها القنابل بأحجامها المختلفة وأسلحة ( الكابسون)”.

يشتري الكثير من الأطفال أسلحة بلاستيكية تتكون طلقتها من خرزة ناعمة تسبب الكثير من الأضرار للأطفال أثناء اللعب مع بعضهم البعض، تحكي لنا “أم عامر” البالغة من العمر 32 عاماً، أم لطفلين، عن حادثة تعرض لها طفلها العام الماضي فتقول: “خلال لعب طفلي البالغ من العمر ثماني سنوات مع أولاد جيراننا، أصيبت عينه بخرزة، سببت له ضرر في شبكة العين”.

“بعد رحلة علاجها طويلة، شفيت عين ابني، لكنني لا أنسى تلك الحادثة لتكون درساً لي ولمن حوالي طوال العمر” حسب ما أضافت  ” أم عامر”.

تبقى ألعاب الأطفال ملاذهم الوحيد خلال طفولتهم، ويعتبر العيد يوماً مميزاً عن الكثير منهم  لحصولهم على فرصة للتعرف على ألعاب جديدة وممتعة ترافقهم طيلة الفترة.

مقالات ذات صلة