أغلقت الخياطة “فداء” طلبية العيد منذ يومين، بعد أن استقبلت عشرات القطع القماشية من زبائنها لتتمكن من تصميمها وحياكتها بالوقت المحدد، تقول: إن “منزلها الكائن في مخيمات دير حسان شمال إدلب يتحول إلى ورشة صغيرة في مثل هذا الوقت حيث يكثر الطلب على مهنة الخياطة وتفصيل الملابس وإعادة التدوير من قبل الأهالي”.
ارتفاع أسعار الملابس الجديدة في الأسواق والمحلات التجارية جعلت عدداً كبيراً من السيدات تلجأ إلى خياطة الملابس أو إعادة تدويرها عند الورش الصغيرة أو محلات الخياطة المنزلية مقابل مبالغ مالية قليلة مقارنة بسعر القطعة الجديدة، حسب قول الثلاثينية “أم زياد”.
تقول: إنها “تحتاج قرابة 100 دولار تكلفة شراء فساتين لبناتها الأربعة الصغيرات، بينما بمبلغ لا يتجاوز ربع القيمة تمكنت من تفصيل أربع قطع عند الخياطة وهذا ما جعلها تفضل حياكة الملابس على شرائها جاهزة من الأسواق.
تخبرنا” فداء” 33 عاماً، أن النساء في مكان سكنها تفضل خياطة الملابس كونها أقل تكلفة من الألبسة الجاهزة حيث تتقاضى مبلغ يتراوح بين 50 _75 ليرة تركية على القطعة الصغيرة و100 ليرة على خياطة الفستان النسائي، 35 ليرة على تصغير القطعة وإعادة تدويرها.
تقول: إن “الأمهات تستطيع كسوة أطفالها بتكاليف قليلة مقارنة بتكاليف شراء الملابس الجاهزة، فثمن أقل فستان للفتيات في الأسواق لا يقل عن 30 دولار أي قرابة 1000 ليرة تركية وهو مبلغ كافي لحياكة أربعة فساتين صغيرة”.
تصميم الملابس النسائية وملابس الأطفال وحياكتها بات مصدر رزق عشرات النساء اللواتي يمتهن الخياطة في الشمال السوري، وتلقى إقبالًا جيداً من قبل السكان على بسبب قلة تكاليفها وتميزها عن باقي القطع المعروضة في السوق، وتعد هذه الفترة التي تسبق الأعياد موسماً لعمل الخياطات وتأمين مردود مالي لهن من منازلهن، فمعظم النساء اللواتي يتقن الخياطة يعملن في ورش صغيرة داخل المنازل.
منصة SY24 رصدت أسعار الألبسة في أسواق ومحلات مدينة إدلب خلال هذه الفترة، وأكدت أنها مرتفعة وغير مناسبة لدخل معظم العوائل حيث بلغ سعر الفستان البناتي بين 25_50 دولار أي حوالي 1500 ليرة تركية، هو ما يعادل أجرة نصف شهر لعمال المياومة، كذلك بلغ سعر الطقم الرسمي للصبيان 30 _40 دولار، بينما يصل سعر بنطال الجينز الولادي 200 ليرة، والقميص 300_450 ليرة وتختلف الأسعار من محل لآخر ومن منطقة لأخرى وتتفاوت أيضا بسبب النوع والجودة.
فيما تمكنت “أم محمد” نازحة من ريف إدلب الجنوبي إلى مخيمات “البردقلي” شمالاً، من تأمين كسوة العيد لطفليها الصغيرين من خلال إعادة تفصيل عدة قطع ملابس لديها وبعض الأقمشة اشترتها من محال البالة بتكلفة بسيطة حسب قولها، لترسم الفرحة على وجوه أطفالها كونها غير قادرة على شراء الملابس الجديدة لارتفاع أسعارها.
حيث يُقبِل كثير من الأهالي لاسيما قاطنو المخيمات من النازحين والمهجرين على مهنة “تدوير الملابس” القديمة، وتحويلها إلى قطع صالحة للاستعمال مجدداً، بمقاسات مختلفة وإضافات جديدة تجعلها أجمل على يد عدد من الخياطات يتفنن في هذا النوع من التفصيل بأجرة لا تتعدى 30 ليرة تركية على القطعة.
يأتي العيد هذا العام على شريحة كبيرة من الأهالي في الشمال السوري وسط غلاء معيشي غير مسبوق وتدني في القدرة الشرائية لغالبية المواطنين وقلة فرص العمل وارتفاع الأسعار الذي شمل كل لوازم الحياة ما جعل التحضير لأيام العيد نكبة على كثير من الأهالي لا فرحة حسب قول من تحدثنا إليهم.