طالبت جمعيات خيرية عاملة في مجال رعاية الأيتام في مدينة دمشق بضرورة عودة الدعم الحكومي والتمويل اللازم وتأمين المحروقات وحوامل الطاقة والخبز لدور الأيتام نظراً للدور الاجتماعي الذي تقوم به هذه المراكز، لاسيما أنها لم تحصل على مادة مازوت المخصص التدفئة هذا الشتاء.
وقدرت إحصائيات رسمية كشفت عنها صحيفة “الوطن” الموالية عن وجود نحو 40 ألف يتيماً مقيماً في دور الأيتام بمدينة دمشق، فضلاً عن وجود الأيتام ممن يتم رعايتهم خارج الدور، مشيرة إلى أن النسبة الأكبر من الأيتام هم في “جمعية التميز”، إذ يتم قبول الأطفال وفق الطلبات المقدمة من الأوصياء الشرعيين وبعد دراسة اجتماعية لليتيم وأسرته.
وفي ذات السياق أكد عدد من المسؤولين عن دور الأيتام معاناتهم خلال فصل الشتاء لعدم حصولهم على مادة مازوت التدفئة، إضافة إلى صعوبة تأمين مادتي الغاز والبنزين، وارتفاع تكاليف الحصول عليهما التي وصلت لأكثر من 12.6 ألف ليرة لليتر المازوت، و80 ألف ليرة لأسطوانة الغاز وسط انقطاع الدعم والتمويل الخاص بهما وعدم تقديمها بالسعر المدعوم.
وعليه فقد أوضح المدير التنفيذي لإحدى دور الأيتام أنها تحصل على التمويل من تبرعات أهل الخير وعائدات استثمار العقارات التابعة ملكيتها للمؤسسة، إلا أنها غير كافية لتقديم كافة الخدمات الضرورية للأيتام، مطالباً بتخصيص دعم كاف لتأمين حوامل الطاقة.
وأشار إلى أن هذا التضخم الاقتصادي أثر بشكل مباشر على قيمة المبالغ المطلوبة لتأمين الدعم والخدمات اللازمة للدور، إضافة إلى مبالغ أخرى تصرف على تأمين اللباس المدرسي والقرطاسية، وبفترة الأعياد يتم تخصيص مبالغ معينة كعيديات ومبالغ مالية في المناسبات، ومنح المتفوقين مكافآت مالية في حفلات التكريم فضلاً عن تأمين الرعاية الصحية اللازمة وإجراء عمليات جراحية حسب الحاجة.
يذكر أن كثيراً من الأطفال الأيتام الذين فقدوا أحد أبويهم أو كليهما في السنوات السابقة هم أكثر عرضة للمخاطر الاجتماعية والبيئية المحيطة بهم، وخاصة الأيتام المشردين في الشوارع وغير المكفولين من قبل دور الرعاية أو الجمعيات الخيرية حيث يتعرض هؤلاء الأطفال إلى حرمان من طفولتهم وحقوقهم في التعليم والحصول على رعاية اجتماعية وصحية ضمن بيئة آمنة.