الرابع من نيسان.. ذكرى مريرة في تاريخ خان شيخون

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

يمر الرابع من نيسان يومًا عصيبًا على “عبد الحميد” الذي فقد 25 شخصًا من عائلته، إثر قصف قوات النظام مدينته خان شيخون بغاز السارين، قبل سبع سنوات.

في صباح يوم الرابع من نيسان وعند الساعة السابعة قصفت قوات النظام مدينة خان شيخون بأربع غارات محملة بغاز السارين، قتل على أثرها 91 مدنيًا بينهم أطفال ونساء، وأصيب 520 آخرين.

“عبد الحميد اليوسف” البالغ من العمر 32 عامًا، يقيم في مدينة سرمدا الحدودية مع تركيا، بعد أن احتلت مدينته من قبل قوات النظام قبل خمس سنوات.

يبكي بحرقة قلب موجوع على فراق عائلته التي ماتت خنقًا إثر استنشاقها لغاز السارين، ويتذكر تفاصيل تلك الحادثة وكأنه يعيشها في كل لحظة من سبع سنوات.

يروي لنا أحداث ذلك اليوم العصيب، فيقول: استيقظت أنا وزوجتي وأولادي التوأم على صوت قصف عنيف، ظننا أنه قصف اعتيادي، فأخذت زوجتي وأولادي لبيت أهلها، وتوجهت مسرعًا للأطمئنان على أهلي.

رائحة الغاز الكريهة كانت تسبب حالة اختناق لمن يشمها، بات هذا اليوم شبيهًا بيوم القيامة الجثث منتشرة تملأ الشوارع، والزبد يخرج من أفواهها.

يحكي لنا “عبد الحميد” عن هذه المشاهد المرعبة فيقول: الجثث كثيرة بعضها ما زال ينازع، يرتجف ويختنق، والبعض الآخر قد فارق الحياة بعد أن تلون جسده باللون الأزرق، وخرج الزبد من فمه.

أسعف “عبد الحميد” بعض الأشخاص، ثم أكمل طريقه لبيت أهله، وهو على أمل أن يجدهم ما زالوا أحياء، تبدأ دموعه تنهمر على خديه وقد تذكر ذلك المشهد وكأنه يعيشه الآن.

يقول: كانت الصدمة كبيرة جدًا، أخوتي الاثنان ياسر وعبد الكريم وأطفالهم وزوجاتهم قد فارقوا الحياة.

بحث بين تلك الجثث عن نفس يخرج من صدر أحدهم فوجد ابنه أخيه، حملها مسرعًا محاولًا إنقاذها، حتى سقط أرضًا بعد أن فقد وعيه ولم يصحو إلا بعد ثلاث ساعات، فقد أسعفت فرق “الخوذ البيضاء” إلى إحدى مشافي المنطقة.

يتمنى لو أنه لم يصحو، وأصبح جثة هامدة كحال 25 شخصًا الذين فقدهم من عائلته، يقول: أصعب موقف مررت فيه عندما كنت أودعهم في المقبرة، أضم الجثة إلى صدري وأقبلها لآخر مرة، ثم أضعها بيدي تحت التراب، في وقت واحد وفي مقبرة واحدة ودعت 25 شخصًا.

حرم “عبد الحميد” زيارة تلك المقبرة الجماعية، بعد أن كان يجد فيها منفسًا كلما ضاقت به الدنيا وتذكرهم، يقول: كنت أتردد إلى تلك المقبرة كل فترة قصيرة، أجلس بجانب قبورهم وأبكي حتى يرتاح قلبي.

يأمل “عبد الحميد” أن تتحرر مدينته من قوات النظام وحلفائه، ويعود ليضم تراب قبور عائلته ويبكي بجوارهم.

مقالات ذات صلة