“كعك الزيت”.. نكهة تراثية تزين موائد العيد في إدلب

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

تصنع “إسراء” كمية كافية لعائلتها وضيوفها من حلويات العيد تضيف إليها الكعك بزيت الزيتون أو ما يسميه البعض بكعك رمضان، وذلك لرغبة عائلتها في تناوله إلى جانب كوب من الشاي الأحمر.

“الكعك بالزيت” هو نوع من أنواع الكعك المالح يضاف إليه توابل عدة، ويتميز بطعمه الشهي واللذيذ، إذ يُقدم كنوع من أنواع الضيافة وخاصة في أيام عيد الفطر عند السوريين بشكل عام وأهل إدلب بشكل خاص.

“إسراء” 35 عاماً، أم لأربعة أولاد، تسكن في مدينة أريحا جنوبي إدلب، اعتادت على صنع حلويات العيد في منزلها، فهي تجيد تلك الصناعة منذ طفولتها.

تحدثنا عن أيام مضت كانت تجلس بجانب والدتها تراقب عملها بكل حب ومتعة، فتقول: “كنت أساعد والدتي في صناعة الحلويات وأراقب طريقتها وأحفظها، ومع الأيام أصبحت قادرة على صناعتها بنفسي وبطريقة فاخرة تنال إعجاب من تذوقها”.

ترتبط صناعة حلويات العيد بالتعاون بين أفراد الأسرة، وهكذا كانت إسراء تصنع حلويات العيد مع عائلتها قبل تشتتها نتيجة الحرب في سوريا.

تتذكر “إسراء” تلك الأيام الجميلة فتقول: “صناعة الحلويات مرتبطة بالتعاون، فجميع أفراد العائلة يجب أن يساعدوا بعضهم، أنا وأخوتي وأمي كنا تصنع المعمول والكعك ونضعه في الصواني، وأبي يراقب تحضيرها داخل الفرن”.

تشتهر محافظة إدلب بصناعة كعك الزيت وذلك لكثرة إنتاجها لزيت الزيتون، كما يعتبر من الضيافة القديمة التي كانت تقدم مع الشاي وبعض مجففات الفواكه.

تحدثنا “أم محمد” سيدة ستينية، أم لستة أولاد، تسكن في جبل الزاوية، عن ضيافة العيد في الماضي، فتقول: “كانت تعتمد ضيافة العيد على كعك الزيت وأنواع المجففات كالتين وزبيب العنب، إضافة إلى القهوة العربية المُرة”.

وتعتمد صناعة كعك رمضان على زيت الزيتون والطحين بشكل أساسي إضافة إلى الملح وتوابل عدة، تشمل اليانسون والشمرة وحبة البركة والعصفر والسمسم والمحلب.

تحدثنا إسراء عن كيفية تحضيره، فتقول: “أضيف الطحين والملح والتوابل وأخلطهم جيداً، ثم أضع زيت الزيتون، وأعجنه حتى يتماسك تماماً، أتركه ساعتين تقريباً، ثم أبدأ بتقطيعه تشكيله لدوائر صغيرة، وأضعه في الفرن على حرارة عالية حتى لمدة ثمانية دقائق، وهكذا يصبح جاهزاً للتقديم”.

يُعد “الكعك المالح” من أنواع الضيافة القديمة التي لا تزال تصنع في الكثير من محلات الحلويات والبيوت أيضاً، وذلك بسبب طعمه اللذيذ وقيمته الغذائية العالية.

مقالات ذات صلة