يعيش سكان قرية حطلة في ريف دير الزور الشرقي حالة من الخوف والقلق، مما يدفعهم إلى اتخاذ قرارات صعبة بترك منازلهم والنزوح بعيدًا.
وعزى سكان القرية السبب الرئيسي وراء هذا النزوح هو القرب الجغرافي لمنازلهم من مقرات الميليشيات الإيرانية، والخوف المستمر من استهدافها في أي لحظة.
ولفت بعض أبناء المنطقة الشرقية إلى أن العديد من سكان حطلة وخاصة أصحاب المنازل المجاورة لمقرات تتبع للميليشيات الإيرانية، قد غادروا منازلهم وعرضوها للبيع.
ويعتبر الهدف الرئيسي من وراء هذا النزوح هو تجنب الغارات الجوية المحتملة التي قد تستهدف المقرات الإيرانية سواء من سلاح الجو الإسرائيلي أو حتى من قوات التحالف الدولي، وبالتالي تعريض حياتهم وحياة عائلاتهم للخطر.
ويخشى الأهالي أن يكونوا ضحايا غير مقصودين في أي صراع قد ينشب بسبب استمرار تغلغل الميليشيات الإيرانية بين منازل المدنيين.
وفي هذا الجانب، قال الناشط يوسف الشامي المهتم بملف انتهاكات الميليشيات الإيرانية في سوريا لمنصة SY24، إن “ما يجري يسلط الضوء على المأساة الإنسانية التي يعيشها سكان المناطق القريبة من أماكن تمركز الميليشيات الإيرانية، خاصة وأنهم باتوا يعيشون في خوف دائم ويتعرضون للتهجير القسري مما يزيد من معاناتهم الإنسانية”.
ونهاية آذار/مارس الماضي، ارتفعت الأصوات من داخل مدينة دير الزور وريفها للمطالبة بضرورة إخراج الميليشيات الإيرانية من منازلهم حفاظًا على سلامتهم، خاصة بعد الضربات الجوية الأخيرة التي استهدف قادة الميليشيات الإيرانية الذين يتمركزون في منازل المدنيين.
وأكد أبناء دير الزور أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهداف مواقع إيرانية وسط الأحياء السكنية، مما يعرض المدنيين للخطر، مؤكدين على ضرورة إخراج الميليشيات الإيرانية من دير الزور بشكل نهائي، سواء بالتراضي أو بالقوة، وفق تعبيرهم.
وأطلق ناشطو المنطقة تحذيرات للأهالي من مخاطر تأجير منازلهم للإيرانيين، كونها تعتبر بنك أهداف للضربات الجوية وخاصة الضربات الإسرائيلية، واصفين إيران بأنها “شر مطلق”.