عمليات استيلاء جديدة تشهدها مدينة “المليحة” في الغوطة الشرقية بريف دمشق طالت منازل عشرات المدنيين من أبناء المنطقة، بحجة أن مالكي هذه المنازل مطلوبين لاستخبارات النظام وأجهزته الأمنية، حيث ساهمت تلك الحجج منذ سنوات بسرقة أملاك السوريين ولاسيما المعارضين للنظام بشكل كبير.
وفي آخر المستجدات التي نقلها المراسل قال: إن “دورية تتبع لفرع الأمن العسكري داهمت فجر اليوم منزل أحد المهجرين من أبناء المدينة الواقع قرب مسجد الفتح عند أطراف المدينة وتم طرد العائلة التي تسكنه بالقوة”.
إذ كان يسكن في المنزل الذي تحول إلى مقر عسكري رجل مع زوجته وأولاده الخمسة، وهو يعاني من إعاقة في قدمه نتيجة إصابته بقصف قوات النظام على المدينة منذ سيطرة الثوار عليها قبل أكثر من 8 سنوات.
وأضاف المراسل أن المنزل ذاته تعرض لقصف سابق من قوات النظام وأدى إلى تدمير قسم كبير منه إلا أن ارتفاع أجرة المنازل دفعت كثيراً من العوائل إلى السكن في المنازل المدمرة ضمن المدن التي تعرضت للقصف كحال تلك العائلة التي كانت تسكنه وطردت منه.
وأكد مراسلنا أن العائلة فقدت منزلها بالكامل نتيجة الطيران الحربي الذي تعرضت له المدينة في السابق، وأقامت في منزل أحد أقاربها كحال مئات العوائل بسبب سوء الوضع المادي والمعيشي لغالبية الأهالي هناك، إلا أن ميليشيات النظام وأجهزته الأمنية تواصل انتهاكاتها تجاه المدنيين وتقوم بالسيطرة والاستيلاء على ما تبقى من تلك المنازل.
وفي التفاصيل التي رصدها المراسل قال: إن “عناصر الدورية قاموا بطرد العائلة ورمي حاجياتهم في الطريق وتهديدها بعدم العودة للمنزل أو المطالبة به لأنه أصبح مقراً عسكرياً لعناصر الفرع في الحي”.
وعليه فقد نقل العناصر بعض الأثاث إلى المنزل إضافة إلى نقل سيارة “بيك آب” محملة بالأكياس والمتاريس ووضعها حول المنزل و إنشاء نقطة عسكرية وحاجز جانب المنزل لتفتيش المارة.
يذكر أن سياسية النظام في الاستيلاء على منازل المدنيين المهجّرين من أبناء “الغوطة الشرقية” إلى الشمال السوري، سياسة قديمة ومستمرة منذ عدة سنوات ورصدت منصة SY24 حالات مماثلة انتهت بتحويل منازل الأهالي إلى مقرات عسكرية ومراكز مخصصة لمبيت عناصرها فيها، في انتهاك واضح وصريح لحقوق المدنيين في الحفاظ على أملاكهم ومنازلهم.