تشكل معضلة الدروس الخصوصية هاجساً لدى أهالي الطلبة مع اقتراب موسم الامتحانات للشهادتين الإعدادية والثانوية في دمشق وريفها، إذ يلجؤون إلى تكثيف الجلسات التدريسية الخاصة ودورات المتابعة سواء في المعاهد الخاصة أو المنازل في سبيل الحصول على مستوى متقدم في النتائج، بعدما أصبح شبح النجاح ورفع مستوى التحصيل العلمي مرهوناً بحضور الدروس الخصوصية ودفع مبالغ طائلة للمعلمين مقابل ذلك.
“شذى” 18 عاماً، واحدة من آلاف طلاب المرحلة الثانوية تقيم في مدينة برزة بدمشق، تخبرنا في حديثها إلينا أنها منذ بداية شهر نيسان الجاري تخضع لدروس خصوصية مكثفة في عدة مواد أبرزها اللغة الإنكليزي ومادة الفيزياء بهدف تقوية نفسها وفهم المنهاج بطريقة مبسطة ومتقنة وهذا ما لا توفره المدارس الحكومية العامة حسب قولها.
تدفع والدة “شذى” مبلغ بقيمة 20 ألف ليرة سورية على كل ساعة تدريسية لمعلم اللغة الإنكليزية، تقول إنها محظوظة في قبول المعلم بهذا المبلغ لأن أجرة الدروس الخصوصية بهذا الوقت لا تقل عن 25 ألف وقد تصل إلى ضعف ذلك حسب المنطقة وخبرة المعلم.
تضيف أن مكان سكن المعلم القريب من منزلهم في حيهم الشعبي كان له دور في انخفاض الأجرة مع تقدير لوضعها المادي المتردي وإلا فإنها كانت ستضطر لدفع تكاليف أعلى كما بفعل باقي الأسر وذوي الطلاب، إذ تعد هذه الفترة فرصة موسمية لكثير من المعلمين/ات.
وكشف تقرير نشرته جريدة الوطن الرسمية يوم أمس عن ارتفاع أجور الدروس الخصوصية في دمشق، لتتراوح الساعة في الشهادة الثانوية ما بين 25 – 50 ألف ليرة سورية، بينما بلغت تكلفة المراجعة “المكثفة” النهائية للمنهاج قرابة 900 ألف ليرة لمادة الرياضيات في بعض معاهد دمشق.
وأكدت “شذى” أنها منقطعة عن المدرسة منذ مدة بسبب تدني مستوى التدريس في المدارس الحكومية وعدم وجود كوادر ذات خبرة وكفاءة، وهذا ما جعلهم يرغبون في المعاهد الخاصة والدروس الخصوصية، تقول والدة “شذى” إن ابنتها تتلقى أسبوعياً جلستي تدريس ومراجعة مكثفة لمادة اللغة الإنكليزية عند المعلم بمعدل ساعتين كل جلسة وقد شارفت على إنهاء المنهاج، وتدفع أسبوعياً 80 ألف ليرة وهو مبلغ مناسب مقارنة بالأسعار التي يدفعها الأهالي لأولادهم في هذه المرحلة.
وفي ذات السياق أشار مدير التعليم الخاص في وزارة التربية أن الأجور في المعاهد الخاصة تتراوح بين مليون 1.5 إلى مليونين للفرع العلمي، و1.3 مليوناً إلى 1.7 مليون ليرة للفرع الأدبي، فيما تصل قيمة الأجور لطلاب الصف التاسع بين 700 ألف إلى مليون ليرة سورية وكل ذلك يتم بالتنسيق بين والمعاهد.
كما أصبحت الدروس الخصوصية أحد أبواب الرزق ومصادر الدخل الموسمية لدى شريحة واسعة من المعلمين/ات، إذ يلجأ عدد كبير منهم في مناطق سيطرة النظام إلى إعطاء الطلاب دروساً خصوصية إما في المنزل أو في معاهد خاصة، لتحسين دخلهم المادي الأمر الذي يراه أهالي الطلاب أنه يعود إلى إهمال متعمد من قبل بعض المعلمين في المدارس لجذب الطلاب إلى الدروس الخصوصية وتحقيق دخل مادي على حساب الطلاب.