ناشد الناشطون في مدينة الرقة جميع أهالي المدينة والمناطق المجاورة تجنب السباحة في نهر الفرات بشكل دائم، وذلك حفاظًا على سلامتهم وحياة أبنائهم.
وشارك أحد الناشطين تجربته الشخصية مع السباحة في نهر الفرات، قائلاً: “أصبحت مياه الفرات مخيفةً للغاية، رغم أنني أعرف السباحة جيدًا، لكن بعد أن كدت أغرق بالقرب من الجسر القديم، لم أعد أجرؤ على السباحة فيه مرة أخرى”.
ومع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، يزداد إقبال الناس على السباحة في نهر الفرات، خاصة في المناطق الشرقية من سوريا.
لكنّ هذه الممارسة قد تُصبح خطيرة للغاية، حيث حذّر ناشطون من أبناء الرقة من مخاطر الغرق في النهر، ودعوا إلى تجنب السباحة فيه بشكل دائم.
وأشار الناشطون إلى أن عدد حالات الغرق في نهر الفرات قد ازداد بشكل ملحوظ خلال السنوات الماضية، واصفين الأرقام بـ”المروعة”.
وأرجع الناشطون هذه التحذيرات إلى عدة عوامل، منها: تيارات النهر القوية، حيث يمر نهر الفرات في مناطق ذات تضاريس متنوعة، مما يخلق تيارات قوية قد تُجرف السباحين بسهولة.
كما يُعاني قاع النهر من وجود حفر عميقة قد لا تكون مرئية للسباحين، ممّا يُشكل خطرًا كبيرًا عليهم، يضاف إلى ذلك افتقار الكثير من روّاد النهر إلى وسائل السلامة الأساسية مثل الطوافات أو سترات النجاة.
ولفت الناشطون إلى أن الكثير من الناس لا يدركون خطورة السباحة في نهر الفرات، خاصة الأطفال والشباب.
ومع تزايد حالة القلق من مخاطر السباحة في نهر الفرات خلال الفترة الحالية، تتعالى الأصوات مطالبة الجهات المختصة والمنظمات الإنسانية زيادة الوعي بمخاطر السباحة في النهر، من خلال حملات توعية مُكثفة تستهدف جميع فئات المجتمع، خاصة الأطفال والشباب، إضافة إلى تشديد الرقابة على أماكن السباحة من قبل الجهات المختصة، لضمان سلامة روّاد النهر ومنع السباحة في المناطق الخطرة، والأهم توفير وسائل السلامة مثل الطوافات وسترات النجاة في أماكن السباحة المُخصصة
.
وقبل أيام، شدد فريق الاستجابة الأولية في الرقة على خطورة السباحة في 3 مناطق محددة وهي: منطقة الجسر القديم التي تتميز بوجود دوامات وتيارات قوية، إضافة إلى منطقة الجسر الجديد، حيث تُشكل هذه المنطقة خطراً أيضاً بسبب التيارات القوية، يضاف إليها منطقة ردة العلاص، وتُعرف هذه المنطقة بوجود حفر عميقة ومخفية.
الجدير ذكره، أنه منذ بداية العام الماضي 2023 حتى آب/أغسطس من العام نفسه، تجاوز عدد حالات الغرق أكثر من 30 حالة وفاة على امتداد نهر الفرات ضمن حدود الرقة، حسب مصادر متطابقة من المدينة.
ومؤخراً، أطلق فريق الاستجابة الأولية حملة توعوية عن الغرق ومخاطر السباحة في نهر الفرات وتحديد الأماكن الأكثر خطورة ضمن النهر.
وتضمنت الحملة توزيع بروشورات تحتوي على معلومات حول الإسعافات الأولية وطرق التعامل مع حالات الغرق بشكل عام
كما تم تجهيز لوحات تحذيرية تم تثبيتها على ضفاف نهر الفرات وعند الأماكن الخطرة التي حددها فريق الاستجابة خلال، يضاف إلى ذلك إقامة جلسات توعية تستهدف فئة الشباب وأهالي مدينة الرقة على ضفاف نهر الفرات.
