شهدت البادية السورية خلال اليومين الماضيين تصاعداً ملحوظاً في وتيرة هجمات تنظيم داعش، مما أسفر عن خسائر غير مسبوقة في صفوف قوات النظام السوري وميليشياته المساندة.
وفي التفاصيل، قُتل ما لا يقل عن 52 عنصراً من قوات النظام السوري في هجمات متفرقة لتنظيم داعش في البادية خلال اليومين الماضيين.
وتنوعت أهداف داعش بين حافلات عسكرية ومقرات عسكرية، مما يدل على قدرته على التخطيط والتنفيذ الفعالين، حسب مراقبين.
مصادر ميدانية أفادت بارتفاع عدد قتلى قوات النظام السوري في هجمات داعش منذ بداية العام الجاري إلى أكثر من 200 قتيل.
ورداً على هذه الهجمات، أرسلت قوات النظام تعزيزات عسكرية كبيرة إلى البادية لتمشيطها بحثا عن خلايا داعش، في حين وصف ناشطون البادية السورية بـ “مثلث برمودا” نظراً لصعوبة السيطرة عليها وتكرار وقوع الهجمات فيها.
بعض المصادر الميدانية الأخرى، أوضحت أن تنظيم داعش شن هجوما على حافلة نقل عسكرية في ريف حمص الشرقي، مما أسفر عن مقتل 22 شخصاً.
كما هاجم داعش مقرات عسكرية في قرية “حسرات” بريف مدينة البوكمال، ما أسفر عن مقتل 10 عناصر للنظام وميليشياته، بالتزامن مع هجوم على حافلة مبيت تابعة لميليشيا “لواء القدس” في محور السخنة، ما أسفر عن وقوع عدد كبير من القتلى.
وحول ذلك، قال الناشط في مجال المناصرة والمهتم بملف البادية، محمود أبو يوسف لمنصة SY24، إن “هذه الهجمات تؤكد أن تنظيم داعش لا يزال يمثل تهديداً خطيراً في البادية السورية، رغم الحملات والتعزيزات العسكرية التي تصل بدعم من الطيران الحربي الروسي”.
وأضاف، أن “المخاوف اليوم هي من وصول داعش إلى مناطق مأهولة بالسكان والسيطرة عليها، كما حصل قبل أسابيع قليلة عند بلدة معدان واقترابه من مناطق استراتيجية لفترة من الوقت قبل أن ينسحب منها بعد اشتباكات مع الميليشيات وقوات النظام”.
ولفت إلى أن المجتمع المحلي وخاصة في المنطقة الشرقية ينبذ ويرفض داعش بشكل كبير جدا، في حين أن داعش يسعى لاستغلال الفوضى الأمنية وارتباك قوات النظام وميليشياته للتمدد وفتح أكثر من جبهة على محاور متعدد في البادية السورية، حسب تعبيره.
ويرى مراقبون أن تنظيم داعش وخلاياه النائمة نجح في بناء المزيد من قوته في مناطق سيطرة النظام والميليشيات في البادية السورية.
ورغم تباين الآراء التي يشير بعضها إلى انحسار داعش في سوريا، وبعضها الآخر يرى أنه يعمل على تجديد قوته وخاصة شرقي سوريا، تؤكد التقارير أنه نجح في استمرار التواجد بشكل خاص في البادية السورية.
وحسب المراقبين، فإن داعش تمكن ومن خلال معرفته بالجغرافية السكانية والطبيعية لمنطقة البادية التي يعدّها مسرحًا لعملياته وهدفًا يحلم بإعادة السيطرة عليها والتحكّم فيها، من توظيف تلك الظروف ووضعها في خدمة عملياته العسكرية.