الأزمة تتفاقم.. الأجور في مناطق النظام لم تعد تكفي حتى لقمة العيش

يعاني المواطنون في مناطق سيطرة النظام السوري من أزمة اقتصادية خانقة، حيث باتت الأجور أدنى مستوياتها على الإطلاق، ولم تعد كافية لتلبية الاحتياجات الأساسية للأسر.

وشهدت الليرة السورية انهياراً مروعاً في قيمتها خلال السنوات الماضية، مما أدى إلى انخفاض حاد في القدرة الشرائية للأجور.

ويُعد الحد الأدنى للأجور في سوريا الأقل على مستوى المنطقة، حيث يبلغ 278,910 ليرات سورية (أي أقل من 20 دولاراً)، حسب تقديرات مصادر اقتصادية من مناطق النظام.

بالمقابل، تواجه الأسر السورية ضغوطاً هائلة ناتجة عن ارتفاع أسعار السلع الأساسية بشكل يفوق قدرتها على الشراء، وسط غياب أي حلول حقيقية للأزمة الاقتصادية المتفاقمة.

وعبّر المواطنون عن غضبهم واحتقانهم من الوضع المعيشي المتردي، واصفين الأجور بأنها الأسوأ في العالم وليس المنطقة فقط.

وتساءل مواطنون آخرون عن السبب وراء عدم تقاضيهم دخلاً مماثلاً لدول الجوار، حتى لو كانت دولاً فقيرة؟ بينما اعتبر البعض الآخر أنهم لا يُصنفون كبشر وأنهم لا يحصلون على الحد الأدنى من حقوقهم، حسب وصفهم.

وأشار آخرون إلى أنهم يفكرون في الهجرة حتى إلى الدول الأفقر، هرباً من الوضع المعيشي المزري، في حين يربط القاطنون في مناطق النظام بين انخفاض الأجور وتردي الأوضاع العامة والاقتصادية في البلاد، معتبرين أنها من أسوأ اقتصاديات العالم.

وقالت حقوقية تقطن في مدينة حلب (فضّلت عدم ذكر اسمها) لمنصة SY24، إن “أصواتنا تتعالى ليل نهار في محاولة لإيصال الرسائل للنظام وحكومته بأن الراتب الشهري لا يتناسب مع الغلاء واحتياجات الأسر، ولكن من دون أي آذان صاغية”.

وأضافت أنه “حتى لو تم رفع الراتب 5 أضعاف فإنه لن يساهم في الحد من الأزمة الاقتصادية وتحسين القدرة الشرائية للمواطن، لأن رفع الراتب سيتبعه رفع لأسعار المواد الغذائية والخضراوات والخبز والمحروقات وكل شيء، وبالتالي سنعود للمربع الأول والدوران في حلقة مفرغة”.

الجدير ذكره، أن الليرة السورية ما تزال تشهد حالة من عدم الاستقرار مقابل العملات الصعبة، إذ تراوح سعر صرف الدولار في أسواق دمشق بين 14800 ليرة سورية للمبيع، و14650 ليرة سورية للشراء، وفي أسواق حلب بين 14850 ليرة سورية للمبيع، و14700 ليرة سورية للشراء، وفي أسواق إدلب بين 15100 ليرة سورية للمبيع، و15000 ليرة سورية للشراء، وفي أسواق الحسكة بين 15270 ليرة سورية للمبيع، و15170 ليرة سورية للشراء، وفي أسواق الرقة بين 15250 ليرة سورية للمبيع، و15150 ليرة سورية للشراء.