حملة أمنية واسعة أطلقها النظام في مدينة “دوما” بالغوطة الشرقية في ريف دمشق بدأت منذ يومين ومازالت مستمرة حتى لحظة إعداد التقرير، وذلك على خلفية مقتل عناصر يتبعون لفرع “أمن الدولة” داخل المدينة على يد مجهولين، حسب ما أكده مراسلنا في المنطقة.
وفي التفاصيل التي وافانا بها قال: إن “الحملة بدأت بتشديد القبضة الأمنية على الحواجز العسكرية المنتشرة في المدينة منذ صباح يوم السبت الماضي، من خلال إعادة إجراء الفيش الأمني لجميع المارة، مع التفتيش الدقيق لكل شخص وطلب البطاقات الشخصية وأوراق التأجيل من الشباب”.
وذكر أن أبرز تلك الحواجز التي تقوم بالتضييق على الأهالي هو الحاجز الرئيسي الواقع قرب مشفى حرستا العسكري والذي يعد المدخل الرئيسي للمدينة وبوابتها إلى العاصمة دمشق، إضافة إلى وجود عدة حواجز مؤقتة “طيّارة” تم وضعها خلال اليومين الماضيين أحدها عند دوار “الجرة” قرب مدخل المدينة المؤدي إلى مدينة حرستا، وحاجز عسكري آخر قرب دوار “بدران”.
وأضاف المراسل أن “الحملة لم تقتصر على تلك الحواجز، بل شملت انتشار عناصر للنظام على الحواجز المؤقتة التي تتبع لفرعي الشرطة العسكرية والأمن الجنائي، والتي تمركزت في أحياء المدينة لا سيما عند الطرقات المؤدية إلى ضواحيها مثل منطقة المكاسر وطريق الشيفونية”.
وخلفت الحملة العسكرية خلال اليومين الماضيين أكثر من 15 حالة اعتقال لشبان من أبناء المدينة، وُجهت لهم تهماً مختلفة، منها التخلف عن الخدمة الإلزامية والاحتياطية إضافة إلى زعم النظام تورط عدد منهم في قضايا إرهاب سابقة، فضلاً عن اعتقال عدد من الشبان دون توجيه أي تهم إليهم.
حيث أثارت هذه الحملة حالة خوف وذعر عامة بين الأهالي في المدينة وخاصة فئة الشباب، بعدما طالت عدداً كبيراً من أبناء المنطقة وسط ترقب وتخوف من أن تستمر الحملة لفترة أكبر وتشمل مداهمة منازل أخرى وبالتالي اعتقال عدد آخر من الأهالي.
حيث جاءت هذه الحملة بعد مقتل عنصرين وإصابة آخر من مرتبات فرع “أمن الدولة” داخل المدينة بعد هجوم شنه مجهولون على حاجز طيار كان يتمركز وسط المدينة قبل أيام ما أثار غضب النظام وأجهزته الأمنية.
وإلى اليوم ما تزال القبضة الأمنية مستمرة حتى اللحظة مع التشديد والتدقيق على السيارات والمارة عند الحواجز العسكرية وإجراء التفتيش والتفييش لجميع الأشخاص بما فيهم النساء وكبار السن في خطوة غير مسبوقة منذ فترة، أثارت حالة قلق كبيرة بين المدنيين.
ومن الجدير ذكره أن استخبارات النظام تقوم بين الحين والآخر بحملات مداهمة واعتقال واسعة مشابهة لهذه الحملات في كثير من المناطق بتهم مختلفة وذلك لزج أكبر عدد ممكن من الشبان في الخدمة العسكرية.