يبحث الأهالي في الشمال السوري عن أسواق تناسب وضعهم المعيشي والاقتصادي المحدود، فيقصدون البازارات الشعبية المنتشر في المدن والأرياف على مدار الأسبوع، والتي تحمل اسم اليوم الذي توجد فيه مثل بازار الاثنين، وبازار الثلاثاء، وبازار الأربعاء وغيره من البازارات المعروفة في المنطقة التي تحظى بإقبال جيد من قبل الأهالي.
كذلك تنتظر “أم جمعة” 45 عاماً، ربة منزل وأم لخمسة أولاد، يوم الاثنين من كل أسبوع لتذهب إلى البازار الشعبي في منطقتها “كفرلوسين” شمال إدلب، حيث تشتري جميع الحاجات اللازمة لمنزلها سواءً المواد الغذائية والخضار أو الألبسة والأحذية، إلا أن الأدوات المنزلية هي أكثر ما يلفت انتباهها في البازار حسب قولها، وجميعها تتميز بأسعار منخفضة عن سعر المحلات التجارية في الأسواق العادية.
تقول في حديثها إلينا: إنها “اعتادت وجارتها الذهاب إلى البازار أسبوعياً للتسوق، بسبب رخص القطع والمواد المعروضة هناك وإمكانية شراء جميع الحاجات المنزلية التي تحتاجها ربة المنزل من مكان واحد”.
تضيف أن عدداً جيداً من الأهالي يقصدون البازارات الشعبية لأنها تلبي حاجاتهم بأسعار أقل من السوق، حيث يمكنها شراء ملابس بقيمة تتراوح من 15_50 ليرة للقطعة الواحدة، إضافة إلى وجود بسطات كثيرة لبيع الألبسة المستعملة بأسعار مناسبة أيضاً، حيث تستقطب البازارات الشعبية مختلف شرائح المجتمع كونها توفر جميع الحاجات وبأسعار أقل من المحال التجارية.
بالعودة إلى الشاب “عماد” صاحب بسطة لبيع الجوارب وملابس الأطفال الصغيرة في البازار يقول: إن “الأسواق الشعبية وفّرت له ولعشرات مكاناً لتسويق بضائعهم دون تحمل تكلفة أجرة المحل والتي لا تقل عن 100 دولار، وهذا ما يجعل البضاعة داخل المحل مرتفعة عن سعرها في البسطات الشعبية، إضافة إلى عدم وجود تكاليف أخرى تضاف إلى القطع مثل تكاليف الكهرباء والماء والنت وضريبة النظافة وأجرة العمال إن وجد”.
يضيف أن البازارات الشعبية أمنت لهم فرصة عمل دائمة حيث يتنقل الباعة في عدة مناطق على مدار الأسبوع وبشكل يومي وسط قلة فرص العمل في المنطقة.
إذ لم تعد الأسواق الشعبية في مدينة إدلب تنتشر في يوم واحد من الأسبوع ضمن شوارع والحارات كما كانت في السابق، بل دعت الحاجة وكثرة الطلب عليها، والازدحام السكان الكبير إلى وجود البازار بشكل يومي ومتنقل بين الشوارع الرئيسية، بحيث تغطي حاجة المنطقة على مدار الأسبوع.
بينما تتنقل البازارات في يوم واحد بين القرى والأرياف ولكل قرية يوم محدد، يعرف باسمه حيث يحمل الباعة بضائعهم من منطقة إلى أخرى حسب الموعد المتفق عليه.