لماذا تتهاون فرنسا في استعادة 100 طفل من مخيم الهول؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

تفيد الأنباء الواردة من مخيم الهول بريف الحسكة، أن فرنسا لا تزال تتجاهل استعادة نحو 100 طفل فرنسي من المخيم، وسط انتقادات من جهات حقوق الإنسان والمنظمات الإنسانية لتأخرها في إعادتهم إلى بلادهم.

في حين أعادت معظم الدول الأوروبية الأخرى أطفالها من هذه المخيمات، تاركة فرنسا كواحدة من الدول القليلة التي لا تزال تترك أطفالها هناك.

من جهتها، تبرّر فرنسا تأخرها في إعادة الأطفال بمخاوف أمنية، مشيرة إلى احتمال تطرفهم أو ارتباطهم بعمليات إرهابية، وفق تقارير متطابقة.

كما تدّعي السلطات الفرنسية وجود تعقيدات قانونية تُعيق عملية إعادة الأطفال، مثل موافقة الوالدين أو تحديد مصلحة الطفل الفضلى.

بالمقابل، تُواجه هذه المبررات انتقادات من قبل جهات حقوق الإنسان، التي تؤكد على أنّ لا يوجد مبرر لاستمرار ترك الأطفال في مخيم الهول، معتبرة أن فرنسا تتحمل مسؤولية حماية رعاياها بما في ذلك الأطفال في مخيم الهول.

وطالب العديد من النشطاء والمنظمات الدولية فرنسا باتخاذ خطوات عاجلة لإعادة هؤلاء الأطفال إلى بلادهم، وضمان سلامتهم ورفاهيتهم.

وحول ذلك، قال الباحث رشيد حوراني لمنصة SY24، إن “فرنسا تتخوف من انعكاسات أولئك الأطفال والظروف القاسية التي مروا بها ومما تلقنوه مع أمهاتهم من أفكار خلال تواجدهم في المعسكر، وتأثير تلك الأفكار وانتشارها في المجتمع الفرنسي في حال لم تستطع دمجهم مع المجتمع. كما أنها لا تريد أن تتحمل بشكل منفرد مسؤولية مَن يتواجدون في المخيم، وربما تنظر إلى العمل على ضرورة حل مسألتهم بشكل دولي على غرار التحالف الدولي الذي تأسس لمواجهة داعش”.

وأضاف أنه “في ضوء دعم فرنسا غير المعلن إلى حد ما للإدارة الذاتية وقسد، فمن الممكن أنها تتباطأ في عودة هؤلاء الى أراضيها كنوع من الدعم لقسد التي تطالب بشكل متكرر بين الآونة والأخرى حل مسألة مخيمات عوائل عناصر داعش وأطفالهم، وما تشكله تلك المطالبات من ملف ملفت لمختلف الدول”.

يشار إلى أن الأطفال في مخيم الهول يواجهون العديد من التحديات، بما في ذلك الفقر والبطالة وعدم الاستقرار، في حين يعتقد الأهالي أن التعليم هو وسيلة للتغلب على هذه التحديات وبناء مستقبل أفضل لأطفالهم، حتى بعد خروجهم من المخيم، ومن أجل ذلك يأتي الإصرار على تعليم الأطفال.

ووسط كل ذلك، تواصل منظمات المجتمع المدني العمل على دعم الأطفال والنساء القاطنين في مخيم الهول بريف الحسكة شرقي سوريا، للتخفيف قدر الإمكان من الأزمة الإنسانية والمعيشية التي يمرون بها.

مقالات ذات صلة