الرسم بالرمل.. فن جديد ومصدر رزق في إدلب

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24 

بالقرب من ساحة الساعة وسط مدينة إدلب، يرسم “بركات” بالرمل الملون أشكالًا مختلفة من الرسومات العصرية والجذابة داخل القوارير الزجاجية، ثم يعرضها ضمن بسطته الصغيرة لتلفت نظر المارة ويشتروا منها.

الرسم بالرمل إحدى الفنون التشكيلية المشهورة في المناطق الصحراوية، عرفها الأنباط بعد اكتشافهم للساعة الرملية.

“بركات أبو أحمد” رجل في الأربعينات، نزح من مدينة تدمر إلى إدلب، بعد أن اشتدت المعارك بين تنظيم الدولة والنظام السوري وهدم بيته إثر القصف المتبادل بين الطرفين وأصيب بعدة كسور في قدمه.

يحدثنا عن رحلة نزوحه مع عائلته، فيقول: “خرجت من تدمر مع عائلتي إلى مخيم على الحدود السورية الأردنية، حاملاً معي معدات رسم الرمل”.

لم يتوفق “بركات” بمتابعة عمله في المخيم واضطر إلى النزوح مجددًا إلى مدينة إدلب، يقول: “كان عملي رائجًا بشكل كبير قبل الحرب، حيث كنا نقدم تلك القوارير المزينة للسياح كتذكار يحتفظون به”.

يعتمد هذا الفن بشكل أساسي على الرمل، إضافة إلى مادة لاصقة وإبرة وقوارير زجاجية وبعض الصبغات الملونة، يقول: “الرمل في إدلب قليلٌ جدًا، لا أجده إلا في محل واحد بالمنطقة الصناعية في المدينة”.

يغربل “بركات” الرمل وينظفه من الشوائب، ثم يصبغه بالألوان، يضع المادة اللاصقة في الإبرة ويرسم بها داخل القارورة الزجاجية، ويضيف إليها الرمل الملون بألوان متناسقة تلفت نظر الزبائن إليها”.

يرسم “بركات” رسومات مختلفة كالطيور والسفن الصحراوية والشمس، إضافة إلى الأحرف والأسماء وذلك حسب طلب الزبائن.

يتقن “بركات” عدة مواهب أخرى، كالكتابة على حبة الأرز وحفر صناديق الخشب وتطعيمها بالأصداف، إضافة إلى تصميم لوحات فنية من نواة التمر.

يحلم “بركات” بالعودة إلى مدينته تدمر لتأسيس مدرسة فنية للأطفال يعلمهم هذا الفن العريق ليحافظوا عليه من الانقراض.

مقالات ذات صلة