يعاني سكان المنطقة الشرقية في سوريا من نقص حاد في تمويل المنظمات الإنسانية والإغاثية، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع المعيشية وتزايد المخاوف من تفاقم الأزمات الإنسانية والاجتماعية.
ويشتكي أهالي ريف دير الزور الشرقي وهجين بشكل خاص من نقص فرص العمل المتاحة، بالإضافة إلى انتشار ظواهر الفساد والمحسوبيات في توزيع المساعدات والمشاريع، مما أدى إلى شعورهم بعدم جدوى تواجد المنظمات في المنطقة.
كما تعاني منطقة الصور في ريف دير الزور من غياب المنظمات بشكل كامل، بينما تعاني باقي المناطق من نقص حاد في الدعم، مما أدى إلى إغلاق العديد من المنظمات وتوقفها عن تنفيذ المشاريع الصغيرة ومشاريع التدريب المهني.
ودفعت قلة فرص العمل والمشاريع إلى هجرة العديد من الشباب من المنطقة بحثًا عن فرص أفضل في الخارج، مما أدى إلى تفاقم مشكلة نقص اليد العاملة وتراجع النشاط الاقتصادي.
ويشعر الأهالي في المنطقة الشرقية بفقدان الأمل بالحصول على فرصة عمل مناسبة، مما أدى إلى تفاقم المشكلات الاجتماعية والنفسية.
ويُحذر الأهالي من انتشار البطالة وظواهر مجتمعية سلبية أخرى مثل الجريمة والمخدرات، في حال استمرار توقف الدعم الإغاثي الذي يُخفف من الأعباء عن كاهلهم.
كما أنذر الأهالي من أن توقف دعم المنظمات وتوقفها عن العمل سوف يؤدي إلى تفاقم الأوضاع المعيشية للأهالي، وازدياد نسبة الطبقة الفقيرة بشكل ملحوظ.
وتعالت أصوات الأهالي للمطالبة بإعادة الدعم لمشاريع تخلق فرص عمل للشباب بدلاً من إجبارهم على الهجرة، إضافة إلى المطالب بإعادة دعم المنظمات الإغاثية والإنسانية خاصةً للعائلات المحتاجة والمنكوبة.
ووجّه بعض السكان في أرياف المنطقة الشرقية رسالة إلى المنظمات بضرورة النظر إلى الطبقة الفقيرة في عموم المنطقة وتقديم المساعدة لها، مؤكدين أنه من الضروري أن تُبادر الجهات المانحة والمنظمات الدولية إلى اتخاذ خطوات عاجلة لتقديم الدعم اللازم للسكان في هذه المنطقة، وتنفيذ مشاريع تُساهم في خلق فرص عمل وتحسين ظروفهم المعيشية، وفق تعبيرهم.
وقبل أيام، اشتكى الأهالي في مدينة دير الزور الخاضعة لسيطرة النظام وميليشياته، من أن المساعدات لا تصل إلى مستحقيها، وأن بعضها يتم توزيعه على أشخاص ليسوا بحاجة إليها، مثل كبار المسؤولين وأقاربهم، لافتين إلى أنه لم تصل أي مساعدات إلى العديد من المناطق المنكوبة داخل المدينة مثل حي الجورة وحي القصور.
وفي السياق، تفيد الأنباء الواردة من مناطق انتشار المخيمات في الرقة وريفها، بظروف معيشية صعبة للغاية يعيشها قاطنو تلك المخيمات بسبب نقص الدعم من الجهات الرسمية والمنظمات الإنسانية.
ويتوزع 58 مخيماً على أطراف مدينة الرقة وأريافها معظمها عشوائية، وتقطنها آلاف العوائل الوافدة من المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري.
