تشهد عشرات القرى والبلدات في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي اليوم أزمة مياه خانقة، وشح في مياه الآبار الجوفية ما تسبب بجفاف واسع للأشجار في الأراضي الزراعية مؤثراً على الإنتاج الزراعي في المنطقة وأدى ذلك إلى خسائر كبيرة للمزارعين، فضلاً عن قلة مياه الشرب العذبة التي تصل للأهالي.
على خلفية ذلك ناشد الأهالي والناشطون في جبل الزاوية، المنظمات الإنسانية والجهات المعنية لإيجاد حل جذري للمشكلة قبل أن تتفاقم أكثر من ذلك، وتتسبب بعطش وجفاف الأراضي الزراعية ولاسيما أن منطقة الجبل تشتهر بزراعة الأشجار المثمرة مثل الكرز والمحلب واللوزيات وغيرها من المحاصيل الزراعية الأخرى، وهي مصدر رزق معظم العوائل هناك.
مراسلة SY24 التقت “أحمد رحال” ناشط إعلامي وأحد أبناء منطقة جبل الزاوية للحديث عن تفاصيل المشكلة، حيث أكد أن عشرات القرى اليوم مهددة بالجفاف في حال لم تتمكن الجهات المعنية أو المنظمات الداعمة من إعادة تفعيل مشروع ضخ المياه من ينابيع “اللج” كما كانت قبل سنوات، وهي منطقة واقعة في “سهل الروج” الجنوبي بالقرب من سد “قسطون” التخزيني، مشيراً إلى أن مياهها الغزيرة اليوم تذهب سدى دون الاستفادة منها رغم الحاجة لذلك.
وأضاف في حديثه، أن “جميع بلدات وقرى جبل الزاوية وعدد من مناطق سهل الروج كانت تتغذى على مياه اللج، وهي مياه عذبة كانت تصل إلى المناطق عبر ضخها بالمضخات الكبيرة المخصصة لذلك، وتكفي حاجة السكان من مياه الشرب وري الأراضي الزراعية أيضاً”.
وأكد عدد من أهالي المنطقة تحدثنا إليهم، أنه بسبب اقتراب القرى من منطقة التماس بين مناطق سيطرة النظام وتعرضها للقصف المستمر، عزفت معظم المنظمات عن دعم وتنفيذ مشاريع خدمية مثل إعادة ضخ المياه من منطقة اللج، والتي يمكن أن تكون حلاً مناسباً لشح المياه وبالتالي تأمين وصولها مجدداً إلى الأهالي، في ظل الحاجة المتزايدة إليها خلال فصل الصيف.
من الجدير بالذكر أنه قبل الحرب والتسبب بتوقف مياه ينابيع اللج كانت تستفيد منها قرابة 50 قرية من قرى “جبل الزاوية” وريف المعرة الغربي، وهي عبارة عن 12 بئر مياه جوفية و 3 آبار احتياطية، يتم ضخ الماء منها عبر 5 محطات رئيسية.