أنذر عدد من أبناء السويداء من مخطط أمني جديد يخطط له النظام السوري وأجهزته الأمنية والعسكرية في السويداء، عقب وصول تعزيزات عسكرية ضخمة لليوم الرابع على التوالي.
وتشهد محافظة السويداء جنوب سوريا منذ أربعة أيام تعزيزات عسكرية مكثفة هي الأكبر من نوعها، حيث وصلت أكثر من 50 آلية بين دبابات وعربات عسكرية وحافلات مبيت وسيارات مزودة برشاشات متوسطة إلى المحافظة.
وتم رصد دخول هذه التعزيزات عبر طريق دمشق إلى السويداء، حيث اتجهت إلى مطار خلخلة العسكري شمال المحافظة، حيث تجمعت هذه التعزيزات عند الفيلق الأول على طريق دمشق السويداء، قبل أن تنطلق إلى المحافظة ثم تدخل إلى مطار خلخلة.
وذكر مصدر مطلع من أبناء المحافظة أن التعزيزات تضم مئات العناصر، بالإضافة إلى دبابات محملة على ناقلات.
وتأتي هذه التعزيزات في ظل توتر أمني شهدته المحافظة خلال الأيام الماضية، على خلفية اعتقال الشاب داني عبيد من قبل الأجهزة الأمنية في اللاذقية في شباط/فبراير الماضي، بسبب منشور كتبه على حسابه في “فيسبوك” ينتقد فيه النظام وحكومته.
وحول تلك المخاوف من التعزيزات، قالت الناشطة السياسية وابنة مدينة السويداء راقية الشاعر لمنصة SY24، إن “أضخم التعزيزات العسكرية للنظام السوري وصلت أمس الأحد، في حين أن الروايات والترجيحات حول سبب هذه التعزيزات هدفها تعزيز أفرع أمن النظام ومقراته العسكرية في محافظة السويداء، وهي رسالة لأبناء السويداء بأن النظام ما يزال موجودا وما يزال قادرا على ضبط الأمور رغم أن هذا الأمر مستحيل في المحافظة لأن الأهالي أخذوا قرارهم بعدم العودة إلى الوراء”.
وبيّنت أن “هناك مخاوف من عمل عسكري في المحافظة”، مضيفة في ذات الوقت أن “هذا الأمر أبعد ما يكون على النظام للتفكير فيه، لأن أبناء السويداء مهما جرى لن يتركوا أرضهم أو ينزحوا عنها، ومهما تعددت الخلافات في المحافظة فإن أي مصيبة توحدهم، والنظام حاول مرارا اللعب على بث الفتنة والتفرقة لكنه لم ينجح، لذا يبقى كل ما يجري هو مجرد توقعات وتحليلات حول أسباب هذه التعزيزات”,
وفي سياق متصل، أفادت شبكة “السويداء 24” بأن المجموعات الأهلية عن ما تبقى من عناصر محتجزين من ضباط النظام وقوى الأمن، بعد إفراج الأجهزة الأمنية عن الشاب داني عبيد ووصوله إلى محافظة السويداء، مساء أمس الأحد.
وكانت مجموعة أهلية ثانية قد أفرجت عن العقيد محمد سليمان، بعدما بقي محتجزاً لديها منذ يوم الخميس الماضي.
وتحفظت المجموعات الأهلية على الضابط والعناصر، تحسباً لأي إخلال بالعهود من قبل السلطات في قضية داني، وفق مصدر مطلع.
ومع الإفراج عن داني عبيد، وإطلاق سراح الضابط والعناصر الثلاثة المحتجزين، يطوى ملف جديد من ملفات الاعتقالات التعسفية، التي لطالما سببت توترات أمنية في المحافظة، وفق الشبكة ذاتها.
ووسط كل ذلك، يتواصل الحراك الشعبي الواسع في محافظة السويداء جنوبي سوريا المطالب بالتغيير السياسي وتحسين الظروف المعيشية ومحاربة الفساد، تزامناً مع اتهامات موجهة للأجهزة الأمنية بتفعيل العصابات من جديد في محاولة للتأثير على هذا الحراك.
ويمتاز الحراك في السويداء بالكثير من الفعاليات والأنشطة السلمية، سواء المتعلقة بالحضور النسائي أو بالأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى اللوحات الفنية والشعرية والفلكلورية، والتي بدأت تثير استفزاز النظام وقواته الأمنية.