لجأ “حسن” إلى تركيا منذ بداية الحرب في سوريا، ثم عاد إلى بلده ليأسس مشروعه الخاص في غسيل السجاد، حيث قام باستيراد عدة هذا المشروع من تركيا، وفتح مغسلته في مدينة إدلب بمساعدة إخوته الأربعة.
شهدت السنوات الأخيرة انتشارًا واسعًا لمغاسل السجاد في الشمال السوري وخاصة في المدن الكبرى، وذلك لما توفره من جهد ومصروف لدى السكان المنطقة.
“حسن” 41 عامًا، أب لستة أولاد، يقيم في مدينة إدلب بعد عودته من تركيا، حيث قام بإيجار منزل بالقرب من مغسلته الواقعة وسط المدينة.
كان “حسن” عاملًا في إحدى مغاسل السجاد في مدينة أنطاكيا التركية، ولفت نظره إقبال السكان على غسيل سجادهم في المغاسل بدلاً من المنازل، يقول: إن “ضيق المنازل في المدن وتوفير الجهد والماء والكهرباء من أهم الأسباب التي أدت إلى زيادة الطلب عليها”.
قرر العودة إلى الشمال السوري، وفتح مغسلة سجاد بالاشتراك مع إخوته الأربعة، يقول: “قمت باستيراد الآلات المخصصة لغسيل السجاد من تركيا وبدأنا العمل منذ أربع سنوات”.
يحدثنا عن بداية عمله فيقول: “كانت انطلاقة مشروعنا في غسيل سجاد أقاربنا، وخلال عدة أيام بدأت الزبائن تتوافد إلينا”.
يشير “حسن” إلى أن عمل مغاسل السجاد ينشط بشكل كبير في نيسان وأيار التي يقوم فيها السكان بتنظيف منازلهم بعد شتاء طويل.
يحتاج غسيل السجاد إلى عدة مراحل، تبدأ أولى هذه المراحل بنقع السجاد نحو نصف ساعة تقريبًا، ثم يضاف إليها مسحوق غسيل مناسب لإزالة الأوساخ العالقة فيها، تفرك بشكل جيد باستخدام آلة مخصصة لذلك، ثم تنظف السجادة بالماء وتنشر على أشعة الشمس حتى تجف تماماً.
“هناك أنواع مختلفة من المنظفات التي تنظف فيها السجاد، تضاف إلى السجاد حسب نوعها والأوساخ العالقة فيها كالزيت أو المازوت، حسب ما أضاف “حسن”.
بعد جفاف السجاد بشكل كامل، يعطر ويعقم، ثم يتم تغليفه بالنايلون وإيصاله إلى منزل الزبون.
يقول “حسن” عن الأجور التي يتقاضاها من الزبون: “نأخذ على المتر المربع 15 ليرة تركية للسجاد العادي، و20 ليرة للسجاد العجمي”.
يقبل الكثير من أهالي مدينة إدلب على إرسال سجادهم إلى مغاسل السجاد لعدة أسباب، تذكر بعضها “مريم” البالغة من العمر 34، وهي أم لأربعة أولاد تسكن في مدينة إدلب، أن “غسيل السجاد في المغاسل أوفر بكثير من غسيله في المنزل، لأنني أشتري الماء لمنزلي بالبرميل، إضافة إلى غلاء الكهرباء والمنظفات المخصصة لتنظيف السجاد”.
وفرت تلك المغاسل جهدًا كبيرًا على النساء اللواتي يعانين من أمراض مزمنة تقول: “أم غالب” البالغة من العمر 57 عامًا، إنها تعاني من ألم شديد في قدميها، إضافة إلى ديسم في ظهرها، وهذا ما دفعها لغسل سجادها في المغاسل.
تعد مغاسل السجاد من المهن الرائجة في الشمال السوري التي لاقت إقبالًا كبيرًا من الأهالي، إضافة إلى توفيرها فرص عمل للشباب في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها سكان المنطقة.