يشهد شمال شرق سوريا انتشاراً ملحوظاً لأمراض الأطفال خاصة الإسهال والإقياء، وذلك بالتزامن مع تقلبات الأجواء المناخية وارتفاع درجات الحرارة، مما ينذر بمخاطر صحية جسيمة إن لم يتم اتخاذ إجراءات وقائية وعلاجية فعّالة.
وتُعاني العديد من العائلات في المنطقة من قلق متزايد على صحة أطفالهم بعد ازدياد حالات الإصابة بالأمراض المعوية، في حين يُحذر الأطباء من التراخي في معالجة أمراض الأطفال المنتشرة كالإسهال والإقياء، خوفاً من حدوث مضاعفات خطيرة، مثل الجفاف الذي قد يُهدد حياة الطفل.
وتؤكد مصادر طبية شرق سوريا على تنوع أنواع الإنتان المعوي من فيروسي أو جرثومي أو طفيلي، لافتة إلى أن النوع الفيروسي هو الأكثر انتشاراً بنسبة تصل إلى 90%.
وأوضحت المصادر الطبية أن العلاج يركز في المقام الأول على إيقاف الإقياء وخفض الحرارة، مع تجنّب المضادات الحيوية في حال كان نوع المرض فيروسي، ما في حال كان جرثوميًّا أو طفيليًّا فقد يلجأ الطبيب إلى وصف مضادات حيوية مناسبة.
وتشدد المصادر الطبية على ضرورة اتباع طرق الوقاية من هذه الأمراض، من خلال غسل اليدين جيداً قبل وبعد تناول الطعام وتناول الأطعمة الطازجة وشرب المياه النظيفة إضافة إلى تجنب ملامسة الحيوانات، مع الحرص على مراجعة الطبيب فور ظهور أي أعراض مرضية على الطفل.
وقال الناشط أبو عبد الله الحسكاوي أحد أبناء المنطقة الشرقية لمنصة SY24، إن “المعاناة لا تقتصر على انتشار الأمراض فقط في فصل الصيف بل حتى في فصل الشتاء وذلك نتيجة لعوامل متعددة أهمها البنية الصحية غير الجيدة في عموم المنطقة الشرقية، ما يؤثر سلباً على تقديم الخدمات العلاجية الأفضل للسكان”.
وأضاف “اليوم ومع قرب حلول فصل الصيف واستمرار انقطاع المياه والكهرباء إلى جانب غلاء أسعار الأدوية وشح أصناف منها، فإن الأطفال هم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض مثل الإسهالات وغيرها”، مشيرا إلى أن غياب الاهتمام بالنظافة من قبل الجهات الخدمية المسؤولة وتراكم النفايات في أحياء مناطق عدة شرق سوريا يزيد من احتمالية انتشار أمراض الصيف ليس فقط بين الأطفال بل بين غالبية السكان، وفق تعبيره.
وتعاني معظم القطاعات الخدمية والطبية سواء في مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” أو مناطق سيطرة النظام شرق سوريا، من مشاكل عديدة أثرت بشكل مباشر على حياة الأهالي وزادت من الأعباء المترتبة عليهم، وسط دعوات محلية بضرورة تحسين هذا الوضع.
ويتخوف سكان المنطقة من استمرار سوء البنية التحتية الطبية وغياب الرقابة عن عمل المراكز الطبية، ما يؤدي إلى تفاقم الأمراض خاصة بين كبار السن والأطفال، إضافة إلى زيادة الأعباء المادية على العائلات الفقيرة.