اشتداد وتيرة الأحداث الأمنية تربك النظام ومجموعاته في البادية السورية

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

شهدت البادية السورية خلال الأسبوع الماضي، تصاعدًا ملحوظًا في وتيرة العمليات العسكرية بين تنظيم داعش من جهة، وقوات النظام السوري والميليشيات الموالية له من جهة أخرى، وذلك بعد سلسلة من الهجمات التي نفذها التنظيم وأسفرت عن خسائر بشرية كبيرة في صفوف الطرفين.

وفي المستجدات الأخيرة، فاجأ تنظيم داعش ميليشيا “الدفاع الوطني” بهجمات مباغتة على نقاطهم في منطقة الرصافة ببادية الرقة، أسفرت عن مقتل 4 عناصر من الميليشيا وإصابة أكثر من 10 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.

وأدت الهجمات إلى حالة من التوتر والقلق والارتباك في صفوف الميليشيات الموالية للنظام، والتي كثّفت من عمليات التمشيط والبحث عن خلايا داعش في المنطقة.

وفي سياق متصل، ورداً على الهجمات التي يشنها التنظيم إضافة إلى الكمائن، سارعت ميليشيا “لواء القدس” بقيادة شخص يطلق عليه لقب “الكاميروني”، إلى شن حملة عسكرية جديدة ضد خلايا تنظيم داعش في المنطقة.

الجدير ذكره، أنه منتصف نيسان/أبريل الماضي 2023، سارعت ميليشيا “لواء القدس” إلى تعيين نائب جديد لمتزعمها في مخيم النيرب بحلب يلقب بـ “الكاميروني”، كبديل عن النائب السابق التي كانت أسماء الأسد زوجة رأس النظام سبباً في اعتقاله.

وحسب المجموعة الحقوقية، فإن الكاميروني من الشخصيات المقربة من روسيا، حيث أكد في أكثر من مرة على دور روسيا المحوري في سوريا، وظهر في مقابلة صحفية سابقة مع إحدى الشبكات الإعلامية الروسية مرتدياً قميصاً رسمت عليه صورة للرئيس الروسي تعبيراً عن شكره.

وقبل نحو أسبوع تقريباً، دفعت مليشيات مساندة للنظام بتعزيزات تبلغ قوامها أكثر من 150 آلية عسكرية إلى البادية السورية، بهدف شن حملة واسعة النطاق ضد خلايا تنظيم داعش هناك.

ورغم ذلك، فإن التقارير الواردة من البادية تفيد بانقطاع الاتصال مع مجموعة من قوات “المهام الخاصة” في بادية آثريا غرب الرقة.

وتعتبر منطقة البادية السورية، من أبرز المناطق التي تتصدر واجهة الأحداث منذ أشهر، وخاصة بعد الجرائم المتكررة التي ارتكبتها الميليشيات وأفرع أمن النظام بحق عمال جمع “الكمأة”، يضاف إليها الأحداث المتعلقة بتصاعد وتيرة هجمات داعش.

وشهدت منطقة البادية الشامية خلال شهر نيسان/أبريل الماضي 20 هجومًا نفّذه تنظيم داعش ضد قوات النظام السوري وميليشيا الحرس الثوري الإيراني، أسفر عن مقتل أكثر من 50 عسكريًا من قوات النظام والميليشيات، وإصابة 21 آخرين بجروح.

وخلال شهر نيسان/أبريل أيضًا، نفّذت خلايا تنظيم داعش 27 هجومًا ضد قوات قسد، ما أسفر عن مقتل 21 عنصرًا من “قسد” وإصابة 23 آخرين بجروح.

وحول ذلك، قال الناشط المهتم بملف البادية وتطوراتها، يوسف الشامي لمنصة SY24، إن “التطورات المتلاحقة تشير إلى أن داعش ما زال يُشكل خطرا واضحاً في منطقة البادية على الرغم من الجهود المبذولة للقضاء عليه”.

وأشار إلى أن “كل حملات التمشيط البرية والجوية المستمرة للنظام وميليشياته لا تجدي نفعاً، كون التنظيم أعلم بتضاريس منطقة البادية الجغرافية، ما يتيح له سهولة شن الهجمات ونصب الكمائن، وهذا ما نلاحظه من خلال الإحصائيات التي يتداولها بعض الناشطين الميدانيين من سكان المنطقة الشرقية، وبالتالي عوامل كثيرة يعمل داعش وخلاياه على استغلالها وأبرزها اليوم العوامل المناخية والعواصف الرملية والغبارية التي تجتاح المنطقة الشرقية والبادية، الأمر الذي يزيد من وتيرة الهجمات التي ينفذها التنظيم ضد النظام وميليشياته وصولا إلى مناطق قسد”.

ويؤكد مراقبون أن  أن مختلف الجهود العسكرية للنظام وميليشياته وبدعم جوي روسي، لا تزال غير قادرة على كبح جماح تنظيم داعش وخلاياه في البادية السورية.

ورغم تباين الآراء التي يشير بعضها إلى انحسار داعش في سوريا، وبعضها الآخر يرى أنه يعمل على تجديد قوته وخاصة شرقي سوريا، تؤكد التقارير أنه نجح في استمرار التواجد بشكل خاص في البادية السورية.

مقالات ذات صلة