تبحث “فاطمة” عن حبة مسكن في حقيبتها، بعد أن اشتد عليها ألم ضرسها، إثر تناولها قطعة حلوى صغيرة، فهي تواظب على وجود الدواء معها بشكل دائم بعد أن عجزت عن علاج أسنانها بسبب تكاليفها الغالية جدًا.
يعاني مرضى الأسنان في إدلب من صعوبة تأمين تكاليف علاج أسنانهم مما يضطر الكثير منهم إلى تجاهل الألم بالمسكنات والبعض الآخر بالقلع.
“فاطمة” سيدة أربعينية، وأم لخمسة أولاد، تسكن في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، وتعمل مستخدمة في إحدى مدارس الجبل بعد أن توفي زوجها وأصبحت المعيلة الوحيدة لأولادها.
تشكو “فاطمة” من ألم أضراسها منذ عامين تقريبًا، تتجاهل ذلك الألم بشكل دائم إلا عند نوبة الألم الشديد تضطر إلى تناول حبات من المسكن لتخفيف الألم عنها.
تتبع “فاطمة” طرق علاج مختلفة، حسب شدة الألم، تقول: “عندما يكون الألم خفيفًا أستخدم أعواد القرنفل بوضعها مكان الوجع، وعندما يكون الوجع لا يطاق أشرب حبة سيتامول وحبة بروفين معها”.
يشير “فاطمة” إلى أن العام الماضي، عانت من ألم شديد جدًا، إثر التهاب ضرسها وورمه فاضطرت إلى أخذ ست إبر التهاب عيار 1000 بالإضافة إلى المسكنات ذات الفعالية القوية جدًا.
حالة التجاهل التي تتبعها “فاطمة” رغم علمها بتفاقم حالة أضراسها خلال الفترة القادمة، حالة يتبعها الكثير من المرضى أصحاب الدخل المحدود الغير قادرين على علاج أسنانهم.
ارتفعت تكاليف علاج الأسنان بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة مما قلل من إمكانية تصليح أسنان الفقراء في الشمال السوري.
في حديث خاص لمنصة SY24 قالت: طبيبة الأسنان “دعاء الجسري” البالغة من العمر 33 عامًا، بأن زيادة الأجور مبنية على ارتفاع المواد العلاجية التي يتم استخدامها للمرضى بالإضافة إلى تكاليف خدمية للعيادة كالكهرباء والماء وإيجار العيادة.
يقبض أطباء الأسنان أجورهم بالدولار الأمريكي، تشير الطبيبة “دعاء” إلى أن الأسعار تتفاوت حسب المرحلة التي وصل العطل التي يصل الضرس.
“تصليح ضرس بدون سحب العصب 9 دولارات، ومع سحب العصب 17 دولارًا أمريكيًا، أما القلع يبدأ 6 دولارات ويصل أحيانًا إلى 50 دولارًا إذا احتاج الضرس لعمل جراحي”، حسب ما أضافت الدكتورة “دعاء”.
يتخلى الكثير من المرضى عن وضع التيجان الصناعية لحماية الضرس من الكسر مجددًا، وذلك بسبب ارتفاع أسعارها، تحدثنا دكتورة الأسنان عن سعر التاج الواحد فتقول: “سعرها يختلف حسب نوعية المادة المصنوعة منه أرخصها المعدن سعره 10 دولارات أما نوع الزيركون 40 دولارًا أمريكيًا وهو غالي جدًا”.
يذكر أن هناك عيادات سنية مجانية في مدينة إدلب إحداها في كلية طب الأسنان بجامعة ماري الخاصة والثانية في جامعة إدلب الحرة، تعمل هذه العيادات على تصليح أسنان المرضى من قبل طلاب السنة الخامسة والسادسة بإشراف مباشر من دكاترة الجامعة.
هذه العيادات قليلة جدًا مقارنة مع أعداد المرضى سواء المقيمين أو النازحين إلى المدينة لذلك يناشد المرضى المنظمات الصحية والإنسانية بإنشاء مراكز صحية لتقديم العلاج الكامل وخاصة لأصحاب الدخل المحدود في المنطقة.
