شهدت مناطق شرقي دير الزور في سوريا، اشتباكات عنيفة بين عناصر من تنظيم داعش وميليشيات موالية لإيران، والتي أسفرت عن مقتل 3 عناصر من تلك الميليشيا إضافة إلى مقتل عنصر للتنظيم.
وحسب الأخبار الآتية من ريف دير الزور الشرقي، فقد هاجم مسلحو تنظيم داعش بالأسلحة الرشاشة، دورية عسكرية تابعة لميليشيا “النجباء” العراقية، كانت تقوم بمهمة استطلاعية في بلدة الهري على الحدود السورية العراقية.
واندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة بين الطرفين استمرت لساعتين تقريباً، أعقبها انسحاب عناصر داعش نحو عمق البادية السورية بعد مقتل أحد عناصره، ومقتل ثلاثة عناصر من ميليشيا “النجباء” العراقية.
وحاول عناصر داعش سحب جثة عنصرهم القتيل قبل الانسحاب، لكن لم يستطيعوا ذلك بسبب كثافة النيران التي واجهوها، خاصة وأن المنطقة شهدت وصول تعزيزات عسكرية من قوات النظام وميليشياته لفك الحصار عن الدورية المستهدفة.
وقبل يومين من الاشتباكات، شنت ميليشيا “النجباء” حملة اعتقالات طالت خمسة مدنيين في بلدة الهري، بتهمة التعاون مع تنظيم داعش.
وحول ذلك، قال الناشط السياسي “مصطفى النعيمي” لمنصة SY24: “أعتقد بأن داعش ما زال يستخدم استراتيجية الذئاب المنفردة في مهاجمته لقوات النظام وحلفائه في البادية السورية عموما وفي بادية دير الزور خصوصا، وذلك نظرا لأنها منطقة متقطعة الانتشار بحيث أن المباني السكنية والكتل المتصلة قليلة جدا، وبالتالي تعتبر تلك البيئة خصبة جدا بالنسبة لمشروع داعش من خلال تبنيه استراتيجية الذئاب المنفردة يستطيع من خلالها تنفيذ عملياته ضد أهداف متحركة ومن ثم يختفي في البادية، وبالتالي هناك صعوبة خاصة أن النظام السوري ما زال يعاني من أزمة الطائرات، وذلك بعد استمرار الثورة السورية لأكثر من 13 عاما، فكان هنالك حالة من الإنهاك الكبير لسلاح الجو للنظام السوري، فانعكس ذلك سلبا على كافة تحركاته في المنطقة، وبالرغم من وجود الغطاء الجوي الروسي إلا أن روسيا لا تربطها بالنظام ربما في بعض الأحيان استراتيجيات متطابقة، فبالتالي روسيا تبحث عن مصالحها باتجاه البحر الأبيض المتوسط ويعتبر أولوية بالنسبة لها، وإن كان هنالك ضربات باتجاه تنظيم داعش إلا أنها تعتبر خجولة بحجم هذا الانتشار والتحرك الذي يحصل في هذه الفترة بالتحديد وبنفس التوقيت”.
وأكد أبناء المنطقة الشرقية أن محافظة دير الزور لا تزال تشهد النشاط الأكبر لداعش في البادية السورية، حيث نفذ التنظيم العديد من الهجمات في المنطقة خلال الفترة الماضية وخاصة في شهر نيسان/أبريل الماضي، حيث نفذ التنظيم أكثر من 20 عملية ضد قوات قسد وقوات النظام السوري المدعومة من روسيا، بالإضافة إلى المدنيين.
ورغم تباين الآراء التي يشير بعضها إلى انحسار داعش في سوريا، وبعضها الآخر يرى أنه يعمل على تجديد قوته وخاصة شرقي سوريا، تؤكد التقارير أنه نجح في استمرار التواجد بشكل خاص في البادية السورية.
ويرى مراقبون أن تنظيم داعش وخلاياه النائمة نجح في بناء المزيد من قوته في مناطق سيطرة النظام والميليشيات في البادية السورية.