شهدت مناطق شمال غربي سوريا أضراراً كبيرة في أكثر من 10 مخيمات للمهجرين ومنكوبي الزلزال، إثر العاصفة المطرية الغزيرة التي ضربت المنطقة يوم أمس الأربعاء، إضافة إلى وقوع أضرار كبيرة في عدد من القرى والبلدات، وسط استمرار حالة عدم الاستقرار الجوي خلال الأيام القادمة، بحسب توقعات الأرصاد الجوية.
وقال “حسن حسان” متطوع في الدفاع المدني السوري لمراسلتنا: إن “مئات العوائل أصبحوا بلا مأوى، بعد العاصفة المطرية، حيث تتجدد معاناتهم وتزداد فجوة الاحتياجات الإنسانية مع كل هطول مطري في ظل واقع كارثي يعيشونه منذ أكثر من 13 عاماً”.
وأشار إلى أن ضعف البنية التحتية جعلها عرضة للانهيار وسط تزايد المخاوف من انتشار الأمراض جراء اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه السيول ودخولها للمنازل والمخيمات.
وفي حصيلة أولية ذكرها الدفاع المدني السوري لعدد المخيمات التي تضررت، قال الحسان: إن” الفرق قدمت المساعدة لأكثر من 10 مخيمات داهمتها مياه السيول والأمطار، وألحقت الضرر في أكثر من 30 خيمة بشكل كلي ونحو 100 مسكن مؤقت غمرته مياه الأمطار، حيث تركزت أغلب الأضرار في مخيمات “شام مريم والبيت الشمالي والإيمان قرب معرة مصرين، وفي مخيمات قاح وكفرلوسين في ريف إدلب وفي مخيم النسرية قرب جنديرس في ريف حلب الشمالي”.
وأضاف “حسان” أن “الفرق أجلت عائلة في مدينة حارم شمال غربي إدلب، نتيجة غرق خيمتهم وتجمع المياه فيها جراء الهطولات المطرية الغزيرة، فيما سقط جدار مسكن مؤقت في مخيم العودة في بلدة قاح شمالي إدلب، جراء الأمطار الغزيرة التي هطلت، حيث تمت إزالة الركام وفتح الطريق وتفقد المكان”.
كذلك اتسعت رقعة المناطق التي تأثرت بالهطولات المطرية الغزيرة والسيول، وتركزت الأضرار في قرية ملس التي دخلت مياه السيول فيها لأكثر من 30 منزلاً وسببت أضراراً مباشرة فيها، إضافة لمدينة معرة مصرين التي استجابت فرقنا فيها لشفط المياه بعد أن دخلت لأقبية بنائين في المدينة، كما أدت السيول لقطع عدد من الطرقات في ريف إدلب الشمالي الغربي وفي منطقة عفرين شمالي حلب.
وساعدت الاستجابة السريعة منذ اللحظات الأولى للعاصفة المطرية في تخفيف الضرر عن المخيمات وفق ما أكده “الحسان” حيث تم فتح قنوات لتصريف مياه الأمطار، ورفع سواتر تمنع وصول مياه السيول للمخيمات، كما تم فتح الطرقات التي أغلقتها السيول، مع واستمرار العمل لساعات متأخرة من ليلة الأمس.
وأشار إلى أن الأضرار التي سببتها السيول والأمطار الغزيرة لم تقتصر على المخيمات والمنازل، بل امتدت إلى المحاصيل الزراعية، حيث خلفت أضراراً في محاصيل القمح والشعير والكمون، وهي محاصيل استراتيجية يعتمد عليها السكان بشكل كبير باعتبارها مصدر رزقهم.
عموماً تعاني المخيمات شمال غربي سوريا من هشاشة الوضع الإنساني الكارثي وضعف الواقع الخدمي وتدني الخدمات الصحية وغياب شبكات الصرف الصحي، ما يزيد من آثار العواصف الجوية والأمطار الغزيرة عليها في كل مرة.