مع اقتراب فصل الصيف، يعمل “عبدالله” على تكليس أشجاره المثمرة لحمايتها من المبيدات الحشرية وتخفيف أشعة الشمس عنها، تلك الطريقة التي ورثها عن والده منذ سنوات طويلة.
يعد تكليس الأشجار من الطرق التقليدية القديمة التي ما زال الكثير من المزارعين في الشمال السوري يعملون بها، وذلك لقلة تكاليفها وفوائدها العديدة.
“عبدالله” رجل أربعيني، وأب لخمسة أولاد، يسكن في قرية “كفرلاته” جنوبي إدلب، اعتاد على تكليس أشجاره كل عام، لحمايتها من الآفات الحشرية الكثيرة خلال فصل الصيف.
يحدثنا عن الوقت المناسب لتلك العملية، فيقول: “مع توقف المطر، وارتفاع درجات الحرارة، تبدأ عملية التكليس، وتعد الفترة الممتدة من بداية نيسان وحتى نهاية أيار أفضل وقت للقيام بتلك العملية”.
يقوم “عبدالله” بحراثة أرضه قبل عملية التكليس لتعطي منظراً جميلاً للأشجار، حيث يعطي اللون الأبيض لساقها على ارتفاع متر تقريباً، ثم يليه اللون الأخضر الجميل الذي تحتويه أوراق الشجرة، إضافة إلى لون الثمار.
يقول المزارع: إن “هذا الطلاء يعطي منظراً جميلاً جداً لكافة أنواع الأشجار وخاصة شجرة الكرز المشهورة بها بلدتي”.
يشتري “عبدالله” كل عام ما يقارب 50 كيلو من الكلس الأبيض، إضافة إلى كبريت النحاس والشبة، يقوم بخلط تلك المواد بكميات محددة، يشرح لنا عن الكمية الكافية لطلاء 25 شجرة، فيقول: “نحتاج إلى 10 ليتر من الماء، إضافة 4 كيلوغرام من الكلس الأبيض، وملعقتين من كبريت النحاس وكذلك من الشبة”.
يشير “عبدالله” إلى أن كلفة طلاء 25 شجرة لا تتجاوز 150 ليرة تركية، وهي كلفة بسيطة مقارنة مع أسعار المبيدات الحشرية الموجودة في الصيدليات الزراعية.
يعد تكليس الأشجار عمل ضروري للحفاظ على حياة الشجرة لوقت أطول، حيث شدد المهندس الزراعي “موسى البكر” على أهمية تلك العملية، بقوله: إن “الكلس يحافظ على رطوبة وحيوية الساق، كما تعمل مادة كبريتات النحاس كمبيد فطري، إضافة إلى إغلاق الشقوق الناتجة عن الحراثة والتعشيب، وبالتالي حماية الساق من مهاجمة الآفات، وإعطاء منظر جميل للأشجار والمزرعة”.
تتم عملية الطلاء للأشجار المزروعة من أربع سنوات وما فوق، وتستخدم لكافة أنواع الأشجار المثمرة كالزيتون والحمضيات واللوزيات، إضافة إلى أشجار المحلب والكرز.