يعد جبل الأربعين في مدينة أريحا جنوبي إدلب منطقة اصطياف وسياحة، ووجهة الأهالي للتنزه والترويح عن أنفسهم في الصيف هرباً من ضغط المدن والازدحام و درجات الحرارة المرتفعة، باعتباره منطقة جبلية تتمتع بالهواء العليل والمناخ المعتدل صيفاً، إلاّ أنه تعرض للقصف والدمار بشكل جزئي على يد قوات النظام وروسيا منذ بداية الثورة وحتى اليوم، وما تزال الأبنية المهدمة شاهدة على ذلك.
يحاول أهالي الجبل أن يحافظوا على هويته السياحية رغم الدمار الحاصل بأبسط الإمكانيات الموجودة، حيث افتتح الرجل الأربعيني “أبو علي” وهو أحد أبناء المنطقة، محلاً صغيراً لبيع المشروبات الساخنة والمرطبات الباردة، والمواد الغذائية وعلب البسكويت للأطفال، على الطريق العام قرب (كوع الحطب) في مستودع مبنى مدمر بشكل جزئي، باعتباره مصدر رزقه الوحيد.
حيث قام ببعض الإصلاحات البسيطة داخل المستودع كونه تعرض للقصف، رغم أن الخطر لم يزل بعد، إلا أن حب الحياة والعمل يجبره على ممارسة حياته بشكل طبيعي حسب قوله.
يحدثنا عن استهداف النظام لذات المكان بالقذائف بين الحين والآخر يقول: إنه “كل فترة وبشكل مفاجئ يتم قصف الجبل، والعام الماضي وقعت أكثر من خمس قذائف بجانب المحل، واقتصرت الأضرار حينها على الماديات فقط”.
يضيف أن رغبة الناس بالتمتع بطقس الجبل والهواء العليل تدفعه وباقي أصحاب المحلات التجارية والمنتزهات البسيطة إلى الاستمرار في العمل، وقد تربع على الطريق العام كثير من المنتزهات، تم تجهيزها ضمن إمكانيات بسيطة وغير مكلفة مقارنة مع المنتزهات التي كانت قبل الثورة.
كذلك اشترك “أبو رغد” المقيم في مدينة أريحا، مع أحد أصدقائه في تأسيس منتزه بإمكانيات بسيطة، ضمن فسحة واسعة على الطريق العام حيث بنى بحيرة كبيرة، ووضع جانبها عدة طاولات وكراسي وزيّن المكان بالإضاءة الملونة، وقدم فيها مختلف أنواع المشروبات والبوظة والمعجنات.
وقام أحد الأهالي بالمنطقة بتحويل قسم من سفح الجبل إلى منتزه، وبنى فيه دكاناً صغيراً لوضع الأطعمة المفضلة للأهالي والأطفال، وسورها بأعواد القصب لتحمي الزبائن من أشعة الشمس نهاراً، كما خصص جزءاً منها للعوائل.
يقول إن “المنطقة تحظى بإقبال كبير في الصيف خاصة من أهالي المدن القريبة منها، فهي متنفس السكان من ضغط الصيف والعمل والحرارة المرتفعة، وبأسعار مناسبة لذوي الدخل المحدود والفقراء بعكس الأماكن الأخرى في المدن التي تتميز بأسعارها المرتفعة”.
وأضاف أن موقعه المتميز جعله وجهة الأهالي إذ يبعد عن مدينة إدلب قرابة 14 كيلو متر، ويطل بشكل مباشر على مدينة أريحا، ويشرف على مناطق واسعة من الشمال السوري، وكان يوصف سابقاً بـ “عروس مصايف الشمال”.