انتشار الأمراض الجلدية في مخيمات الشمال السوري يشكل تحدياً صحياً بالنظر إلى ارتفاع درجات الحرارة، حيث كشفت منظمة الصحة العالمية عن انتشار موجة كبيرة من مرض الجرب في 6 مواقع للنازحين بشمال غربي سوريا.
وحذرت المنظمة من تعرض أكثر من 4.2 مليون شخص يعيشون في المخيمات، معظمهم من النساء والأطفال، للإصابة بالأمراض الجلدية المعدية، نتيجة لغياب الرعاية الصحية ونقص المياه المعقمة وارتفاع تكاليف العلاج.
وأوضحت المنظمة في بيانها أن مرض الجرب ينتشر بشكل غير عادي في ست مناطق في إدلب، مما يستدعي إعداد خطة استجابة فعالة.
وفي تقارير سابقة تناولت منصة SY الواقع الصحي في المخيمات وانتشار الأمراض الجلدية المعدية، وسط عجز كثير من العوائل عن تحمل تكلفة شراء الأدوية وعلاج أطفالهم من أي مرض كان، بل أكدت مراسلتنا أن عدد منهم يعتمدون على وسائل تقليدية في العلاج التعقيم بالماء والملح والخل، يلجؤون إلى الأعشاب الطبيعية تماشياً مع سوء الوضع المعيشي لغالبية الأسر هناك.
وتحتاج مرحلة العلاج من مرض الجرب إلى مدة لاتقل عن أسبوعين للوصول إلى التعافي، وذلك من خلال استعمال الأدوية والمعقمات اللازمة، وضرورة عزل الشخص المصاب والابتعاد عن استعمال أدواته الخاصة من قبل باقي أفراد الأسرة، وتعرض الملابس والوسائد والأغطية تحت أشعة الشمس بشكل يومي لضمان موت الحشرة وعدم انتقالها إلى أشخاص سليمين، حسب ما أكده الصيدلاني “مالك الطويل” في حديثه إلينا.
من بين الأسباب التي تسهم في انتشار هذه الأمراض هو غياب الصرف الصحي ونقص المياه النظيفة في المخيمات، حيث تبلغ نسبة المخيمات المخدمة بالصرف الصحي 37% فقط من إجمالي المخيمات، إضافة إلى غياب المياه النظيفة والصالحة للشرب عن 47% من مخيمات النازحين.
