بيدين خبرتين تنتقي السيدة الأربعينية “عبيدة الخضر” مهجرة من الغوطة الشرقية إلى ريف إدلب الشمالي، بتلات الورد الجوري أو الوردة الشامية كما تعرف، بعد أن انتشرت زراعتها في الشمال السوري خلال السنوات الستة الماضية على يد مهجرين من ريف دمشق نقلوا الزراعة معهم إلى مناطق عدة في إدلب.
تقول السيدة: إن “رائحة الورد الشامية تنقلها لاشعوريا إلى منزلها وأرضها في الغوطة الشرقية حيث كانت مليئة بشجيرات الورد والكرمة والأشجار المثمرة، إلا أن ظروف الحرب والتهجير حرمتها ومئات آلاف السوريين مثلها من البقاء في أرضهم، لتصبح اليوم مهجرة في ريف إدلب الشمالي”.
تخبرنا أنها معتادة في مثل هذه الأوقات بموسم قطاف الوردة الشامية على صناعة المربى وشراب الورد، وهي اليوم تحضر كمية كبيرة من المربى وتخزنها للشتاء في مرطبانات زجاجية محكمة الإغلاق حسب قولها، كذلك تصنع سيدات سوريات شراب الورد ذو النكهة المميزة إما للمونة أو للبيع كونها تحظى بإقبال كبير من قبل الأهالي.
تشرح لنا “عبيدة” طريقة صنع وتحضير مربّى الورد، تقول: إنها “تقوم بفرز البتلات الزهرية اللون عن الجزء الأخضر من الوردة، ثم تجمع كمية كبيرة منه وتنخله من بذور الطلع والأشياء العالقة فيه، كي تحصل على طعم لذيذ، ثم تبدأ بفرك الورد مع قليل من السكر وعصير الليمون حتى تذبل الوريقات ثم تبدأ بغليه على النار حتى ينضج وفي المرحلة الأخيرة يضاف إليه صبغة لونية صحية تعرف باسم (القرمز) وهنا يغلي فترة بسيطة ليتشرب اللون ويصبح جاهزاً، ثم يبرد ويوضع في المرطبات المخصصة”.
تضيف أنها تضع لكل كيلوغرام من الورد البلدي اثنين كيلو من السكر وملعقة من ملح الليمون والقليل من القرمز ولتر ونصف ماء وكلما زادت كمية الورد زادت المقادير.
إذ يحظى الورد الشامي بمكانة مميزة عند السوريين وله استخدامات عديدة إضافة إلى صنع المربيات والشراب، تخبرنا عبيدة، أنها تجفف أزهاره كنوع من الزهورات العشبية، وله استخدامات طبية وتجميلية مثل زيت الورد العطري وماء الورد ولكن هذه الصناعات تحتاج إلى إمكانيات ومعامل متخصصة لإنتاجها ليست متوفرة بعد في إدلب.
يقوم المزارعون مع بداية شهر أيار بقطاف الورد ويمتد الموسم حتى شهر تشرين الثاني، وبهذه المدة يتوقف الورد عن الإنتاج فترة قليلة ثم يعود للإنتاج، ما جعل هذه الوردة مصدر رزق واستثمار جيد لعدد من الأهالي في الشمال السوري، إذ يصل سعر الكيلو الواحد منه إلى 17 ليرة تركية أي ما يعادل نصف دولار، وقد انخفض السعر عن العام الماضي بسبب زيادة الإنتاج اكتفاء السوق المحلي.