استهدف النظام وحلفائه من روسيا وإيران خلال السنوات الماضية البنية التحتية والمنشآت الطبية والتعليمية والمرافق الحيوية والأحياء السكنية في حربه على السوريين، وأسهمت سياسته الممنهجة في تركيز الهجمات على المنشآت الطبية لتقويض الخدمات الصحية في الشمال السوري، فضلاً عن الدمار الذي طال المنطقة جراء زلزال السادس من شباط 2023 الذي زاد من تصدعات البنية التحتية وضاعف الحاجة لأعمال ومشاريع داعمة للقطاع الصحي.
على خلفية ذلك، بهدف تقديم خدمات صحية متكاملة للسوريين، أطلقت مؤسسة “الخوذ البيضاء” مشروعاً لترميم وتأهيل أكثر من 15 منشأة طبية في شمال غربي سوريا، كانت قد تعرضت لقصف سابق أو تضررت بعد الزلزال العام الماضي، إذ تتوزع بين مستشفيات ومراكز رعاية صحية أولية، ومراكز لصحة النساء والأسرة، في منطقتي إدلب وحلب.
منصة SY24 تواصلت مع “حميد قطيني” متطوع في الدفاع المدني للحديث أكثر عن تفاصيل المشروع، حيث أكد أنه يشمل في المرحلة الحالية عدداً من المنشآت الطبية في ريفي إدلب وحلب منها مستشفى القنية في ريف إدلب الغربي، ومركز الرعاية الصحية الأولية في حربنوش، والمستشفى الجراحي التخصصي، ومركز الرعاية الصحية لمرض الثلاسيميا في مدينة إدلب.
إضافة إلى إعادة تأهيل مركز الرعاية الصحية الأولية في البردقلي، ومستشفى الهداية في قاح، ومستشفى حارم العام، ومركز الرعاية الصحية الأولية في الجانودية، ومستشفى الأندلس في باتبو، ومستشفى الأمل في سلقين، ومستشفى عين البيضا، ومركز الرعاية الصحية الأولية في خربة الجوز، ومركز الرعاية الصحية الأولية في عقربات، ومركز صحة النساء والأسرة أريحا، ومركز صحة النساء والأسرة في شران شمالي حلب.
كما تتوسع الأعمال لاحقاً لتشمل منشآت طبية إضافية في مناطق ريف إدلب وحلب.
وعن أهمية المشروع قال “قطيني”: إن “العمل على تقوية وتدعيم المنشآت الحيوية الطبية القائمة يساهم في زيادة قدرتها على مواجهة الآثار الضارة التي لحقت بها خلال زلزال شباط 2023، وسنوات الحرب الطويلة التي شنها النظام وروسيا على المدنيين، وله أثر كبير لضمان استمرارية عمل هذه المنشآت بشكل آمن و خاصة في ظل زيادة الضغط على النظام الصحي الهش، مع غياب الدعم المستدام لهذا القطاع.
وأكد أن دعم وترميم المنشآت الحيوية الطبية يهدف إلى تأمين الوصول الآمن لفئات المجتمع بما في ذلك ذوي الاحتياجات الخاصة، وتوسيع الخدمة وتأمين الخصوصية للمستفيدين، كما سيؤدي تقديم خدمات متكاملة للسكان إلى تقليل الأعباء المالية للجهات المشغلة للمنشآت الطبية وبالتالي زيادة كمية ونوعية الخدمات الطبية التي تقدمها.
وفي تقرير مفصل، نشره الدفاع المدني السوري يوم أمس تناول فيه إحصائية رسمية عن الاستهدافات المتكررة على منشآت القطاع الطبي، أكد أن نظام الأسد وروسيا شنوا أكثر من 570 هجوماً على منشآت صحية ومنشآت أخرى تقدم خدمات طبية من عام 2011 حتى شباط 2023، كما قتل أكثر من 930 طبيباً وعاملاً في المجال الإنساني أثناء قيامهم بواجبهم الإنساني والأخلاقي، خلال نفس الفترة.
وأشار التقرير إلى أن تراجع الدعم الصحي للمنشآت الصحية من قبل المنظمات الداعمة، يؤثر على أكثرمن 5.1 مليون مدني يعيشون في شمال غربي سوريا، ويزيد من صعوبات الحياة، لا سيما على قاطني المخيمات ذات البنية التحتية الهشة، والكثافة السكانية العالية التي تزيد من انتشار الأمراض والأوبئة.
من الجدير بالذكر أن المرافق الطبية كانت وما تزال هدفاً لهجمات النظام وروسيا، وحقل تجارب لمختلف أنواع الأسلحة ذات القوة التدميرية العالية، التي استطاعت إخراج العديد من المشافي عن الخدمة، وتسببت بأضرارٍ كبيرة على الكثير منها فضلاً عن عرقلة دخول المساعدات إلى المنطقة، في خرق واضح لكل مبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.