انطلاقاً من أهمية دور النساء في المشاركة بالعملية السياسية وبناء السلام في المجتمعات المحلية أطلقت منظمة “سوار لحماية وتمكين المرأة” في مدينة عفرين سلسلة تدريبات تعمل على دعم المرأة وتمكينها سياساً واقتصادياً في عدة محاور، إذ يعد هذا المشروع من المشاريع الرائدة والجديدة في المنطقة.
مراسلة SY24 التقت مديرة المركز “إيمان شبلي” للحديث أكثر عن مراحل تنفيذ المبادرات وأثرها على أرض الواقع بالنسبة للسيدات المستفيدات من المشروع حيث قالت في حديثها إلينا: إن “المشروع انطلق منذ شهر كانون الأول من العام الماضي ويستمر إلى الشهر السادس من العام الحالي على مدار سبعة أشهر وتناول ثلاثة محاور أساسية لتحقيق أهدافه والوصول إلى النتائج المرجوة”.
وأضافت، أن المشروع استهدف قرابة 89 سيدة من مختلف أطياف المجتمع في مدينة عفرين، بهدف زيادة مشاركة المرأة بالحوارات السياسية في بناء السلام وتأمين فرص عمل مستدامة لهن من خلال تنفيذ عدة مبادرات تم دعمها مادياً للانطلاق بالمشاريع الخاصة.
وشرحت “الشبلي” مراحل المبادرة التي بدأت بتقديم عدة تدريبات في المرحلة الأولى منها ما يخص إدارة التفاوض والتمكين القانوني والسياسي وإدارة المشاريع، والقيادة وحل المشكلات، ثم في المحور الثاني تم تنفيذ سلسلة من ورشات ومنتديات الحوار المجتمعي تخص العدالة الانتقالية وبناء السلام وتوثيق الحقوق المدنية والتماسك الاجتماعي، إضافة إلى تعزيز التمكين الاقتصادي ودور المرأة في المجتمع، ودمج ذوي الاحتياجات الخاصة .
في المرحلة الثالثة تم تمويل 12 مبادرة نسائية متنوعة ضمت مبادرات متميزة جداً تم مناقشتها أمام لجنة مختصة كان دورها تقييم المبادرة من حيث التكلفة المالية بالإضافة إلى العرض الفني والمالي.
وحول المعايير التي اتخذتها اللجنة لانتقاء المشاريع المقدمة من قبل المستفيدات أكدت “الشبلي” أنها يجب أن تحقق هدف جيد وفكرة متميزة وفريدة وأن يكون النشاط واقعي أي قابل للتنفيذ على أرض الواقع ويحقق هدفاً مفيداً للمجتمع ككل.
وعن المبادرات قالت “الشبلي”: إنها “تمحورت في عدة مواضيع إنتاجية هامة للنساء وفرت لهن فرص عمل دائمة وذات مردود جيد، منها افتتاح كافيه خاص بالنساء، ومحل لصناعة الحلويات، ومشروع صناعة الألبان والأجبان، وتربية المواشي، وفي الجانب التعليمي شملت المبادرة مشاريع عدة منها مشروع للتعليم المنزلي، وافتتاح مكتبة خاصة بالنساء، ومركز لتعليم اللغات، إضافة إلى افتتاح استوديو تصوير وبود كاست.
وضمّت المبادرات مشاريع تجارية متميزة مثل افتتاح متجر بيع هدايا خاص بالنساء، وصالون للحلاقة النسائية إضافة إلى مشروع لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة بالمجتمع.
بالنسبة للصعوبات التي واجهت المشروع تقول “الشبلي” إنها تمثلت في مخاوف النساء من الانخراط بمثل هذا النوع من التدريبات كونه الأول من نوعه في المنطقة، ولم تكن لهن تجارب سابقة في هذا المجال، وكانت بمثابة تحدي لمخاوفهم من نظرة المجتمع بسبب وجود قيود على مشاركة النساء بالأنشطة السياسية، إلا أن التجربة والعمل أثبتت قدرة النساء المشاركات على أهمية دورهن ووجودهن في هذا المجال.