سلّط المهتمون بالشأن الإغاثي شمالي سوريا، الضوء على ظاهرة ازدياد الديون المتراكمة على عاتق العائلات النازحة في مخيمات شمال، مؤكدين أنها تزيد من حجم المعاناة الملقاة على كاهل السكان.
وحسب الدكتور مأمون سيد عيسى، العامل في الشأن الإغاثي داخل مناطق المخيمات، فقد بات أصحاب البقاليات وبائعي الخضار عاجزين عن الاستمرار في منح أهالي المخيمات السلع بالدين.
وأشار سيد عيسى في حديثه لمنصة SY24، إلى أن دفاتر الديون في مخيمات الشمال السوري قد امتلأت، وبات الكثير من أصحاب المحلات التجارية يرفضون البيع بالدين خوفاً من عدم السداد.
ويعود ذلك إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالمنطقة وارتفاع معدلات البطالة وتراجع القوة الشرائية وانقطاع مصادر الدخل عن غالبية العائلات النازحة، حسب ما تحدث به سيد عيسى.
واقترح سيد عيسى فكرةً لحلّ هذه الأزمة، حيث اقترح على المحسنين وأهل الخير القيام بتسديد تلك الديون في المخيمات والأحياء الفقيرة، بالتنسيق مع أصحاب البقاليات.
وأشار إلى أنّ هذا الحلّ من شأنه تخفيف المعاناة عن كاهل العائلات المُثقلة بالديون، وإعادة الثقة بينهم وبين أصحاب المحلات.
وأثارت هذه الفكرة نقاشاً واسعاً حول جدواها، حيث يرى البعض أنّها حلّ مؤقت لا يعالج الجذر الحقيقي للمشكلة، وهو الفقر المدقع الذي تعاني منه العائلات النازحة.
وطالب هؤلاء بضرورة إيجاد حلولٍ مستدامة تُساهم في تمكين هذه العائلات من الاعتماد على نفسها وتأمين احتياجاتها الأساسية، وفق تعبيرهم.
ولفت العديد من النازحين إلى أنّ المنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية لم تُبادر إلى إطلاق أي مشاريعٍ تُساهم في تحسين أوضاعهم المعيشية، معتبرين أن المساعدات المقدمة لا تُلبي احتياجاتهم الأساسية.
وطالب آخرون بضرورة تحسين التنسيق بين مختلف الجهات الفاعلة لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها بشكلٍ عادلٍ وفعّال، حسب رأيهم.
وأواخر العام 2023، أنذر فريق “منسقو استجابة سوريا”، من انزلاق منطقة الشمال السوري نحو مجاعة كبرى، محذرا المنظمات الأممية من تخفيض المساعدات التي تصل إلى المنطقة.
وأعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، عن انتهاء برنامج مساعداته الغذائية العامة في جميع أنحاء سوريا في كانون الثاني/يناير 2024، مرجعا السبب في ذلك إلى نقص التمويل.
وأوضح البرنامج الأممي في بيان اطلعت على نسخة منه منصة SY24، أنه غير قادر على مواصلة تقديم الغذاء بمستوياته السابقة في خضم أزمة تمويل تاريخية.