قتل طفل وأصيب ثلاثة آخرون اثنان منهم أشقاء بجروح بليغة أثناء لعبهم قرب منزلهم في قرية المنطار بريف جسر الشغور غربي إدلب، جراء انفجار قنبلة عنقودية من مخلفات قصف سابق على المنطقة، كانت قد انفجرت حوالي الساعة الثامنة والنصف من صباح اليوم.
على خلفية ذلك استجابت فرق الدفاع المدني السوري إلى البلاغ ظناً من الأهل أن الانفجار حدث نتيجة استهداف طائرة مسيرة للمنطقة كما يحدث عادة، إلا أنه حسب ما أكده “حسام زليطو” متطوع في الدفاع المدني السوري لمراسلتنا، أن سبب الانفجار هو قنبلة عنقودية من مخلفات القصف لم يعلم الأطفال ماهيتها بسبب شكلها الملفت للنظر.
وأكد أن الانفجار أسفر عن مقتل طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات، وإصابة شقيقه وشقيقته وابن عمهم وجميعهم أطفال بجروح خطرة جراء الانفجار تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج بعد تفقد المكان والتأكد من عدم وجود إصابات أخرى.
وأشار “زليطو” إلى أن مخلفات الحرب والذخائر غير المنفجرة ما تزال خطراً يهدد حياة المدنيين في سوريا بسبب استخدام قوات النظام وروسيا لها لإطالة أمد القتل لسنوات بعد الحرب لصعوبة حصر النطاق المكاني الملوث بهذه الذخائر وجهل الكثير من المدنيين وخاصةً الأطفال لماهيتها والأشكال التي تكون عليها.
وفي السياق قال “سامي المحمد” منسق مراكز إزالة مخلفات الحرب في الدفاع المدني السوري في حديث سابق إلينا إنه “مع قدوم فصل الربيع يقصد الكثير من الأهالي الحقول الزراعية بهدف الترويح عن أنفسهم، وسط انتشار مخلفات الحرب في الأراضي الزراعية ومحيط المدن والبلدات، وعليه تعمل الفرق بشكل مستمر على إتلاف عشرات مخلفات الحرب والذخائر غير المنفجرة التي خلّفها قصف قوات النظام وروسيا على مدن وبلدات شمال غربي سوريا”.
وأكد أن حوادث القتل تتكرر في الشمال السوري بسبب انفجار أجسام غريبة غير منفجرة من مخلفات الحرب بشكل دائم كونها تحت مرمى نيران النظام وروسيا.
وأشار إلى أن فرق إزالة مخلفات الحرب تواصل أعمالها في مسح الأراضي الزراعية وإزالة الذخائر غير المنفجرة مع اقتراب وقت زراعة المحاصيل الموسمية لحماية المزارعين، وتفادي إصابة الأطفال أثناء اللعب في الحقول.
وكان تقرير لفريق الدفاع المدني السوري قد كشف أن سوريا قد سجلت للعام الثالث على التوالي أكبر عدد من الضحايا الجدد للألغام المضادة للأفراد أو مخلفات الحرب القابلة للانفجار، حيث وثق التقرير 834 ضحية في عموم سوريا خلال العام 2022 والنصف الأول من العام 2023، ويعد التقرير بمثابة الأساس للعمل المنتظم للدول الـ 164 الموقعة على اتفاقية أوتاوا لحظر استخدام الألغام المضادة للأفراد (APMBC) و اتفاقية الذخائر العنقودية (CCM).