بمبادرة من أهالي مدينة الرقة وبِدعم من منظمة “نيكستيب”، تم إطلاق مبادرة “صحتك بالدنيا” وذلك في إطار مشروع “معاً أقوى”.
تهدف المبادرة إلى كسب التأييد المجتمعي لإنشاء مركز متخصص لعلاج مدمني المخدرات بالمجان، إلى جانب رفع الوعي حول مخاطر هذه الظاهرة المدمرة التي تُهدد مستقبل الشباب والمجتمع.
وتأتي مبادرة “صحتك بالدنيا” كخطوة إيجابية في سبيل التصدي لانتشار ظاهرة المخدرات في مدينة الرقة، والتي تفاقمت خلال السنوات الماضية.
وتسعى المبادرة إلى تحقيق أهداف أساسية، تشمل: إنشاء مركز متخصص لعلاج مدمني المخدرات يقدم خدمات العلاج والتأهيل بالمجان للمدمنين، وذلك لمساعدتهم على التخلص من إدمانهم والعودة إلى الحياة الطبيعية.
وتُنظم المبادرة حملات توعوية تهدف إلى نشر المعلومات حول مخاطر المخدرات على الصحة الجسدية والنفسية، وتأثيرها على الفرد والمجتمع.
وتُقدم المبادرة الدعم النفسي والاجتماعي لأسر المدمنين، لمساعدتهم على التعامل مع مشاعر القلق والخوف، وتوفير بيئة داعمة لِشفاء أبنائهم.
ولاقت مبادرة “صحتك بالدنيا” تفاعلاً إيجابيًا من قبل أهالي مدينة الرقة، حيث عبر العديد من الأشخاص عن دعمهم للمبادرة وأهمية أهدافها. وتنوعت ردود الفعل على المبادرة، إذ أكد البعض على ضرورة مكافحة تجارة المخدرات بِالضربٍ بيدٍ من حديد، مع توفير العلاج للمدمنين، حسب تعبيرهم.
ورأى البعض الآخر من سكان المدينة أنه بدلًا من معالجة المدمنين، يجب التركيز على منع انتشار المخدرات وملاحقة مروجيها.
وأشار آخرون إلى أهمية محاسبة تجار المخدرات بالسجن المؤبد ومعاقبة كل من يدعمهم، على اعتبار أن المخدرات تُدمر المجتمع، وفق كلامهم.
وتسعى مبادرة “صحتك بالدنيا” إلى إنقاذ الشباب من براثن الإدمان وبناء مجتمعٍ خالٍ من المخدرات.
ويأمل سكان الرقة أن تُساهم هذه المبادرة في إحداث تغييرٍ إيجابي يُساهم في الحد من انتشار هذه الظاهرة الخطيرة، بحسب وصفهم.
وحول ذلك، قالت الناشطة الإنسانية وفي مجال المناصرة إيمان ظريفي لمنصة SY24، إن “ظاهرة الإدمان ظاهرة خطيرة في المجتمع لأنها تفتك به وتتسبب في انهيار المجتمع وتدهور البنية الأخلاقية له ولها أبعاد كثيرة بالانحرافات وتجر معها الكثير من الويلات والدمار”.
وأضافت “الأمر ليس محصور بذاته، بل هو آفة سرطانية ما إن تدخل إلا وتجر وراءها الكثير من الآفات للفرد ذاته وللمجتمع بأسره”.
وتابعت “من البديهي أن نسعى جاهدين لإيجاد حلول لهذه الظاهرة المؤذية، وأن ننتشل من وقع فيها إلى بر الأمان”.
ولفتت إلى إن “إطلاق هكذا مبادرات والحث عليها تساعد في حل المشكلات، تلك لأن الواقع في هذه المشكلة هو بأمس الحاجة ليد خارجية تعينه على النهوض لا يستطيع لوحده ترميم ذاته لأنه في حالة ضعف تام وشلل نوعا ما بشتى مناحي الحياة، لذلك نحن نؤيد مثل هذه المبادرات، ويجب أن تأخذ حيزاً كبيراً من العمل الجاد من أهل الخبرة والجهات الداعمة لأنها واجبة بكل ما استطعنا من سبل نشر الوعي أيضا وإطلاق المبادرات والورش التدريبية بهذا الأمر، فيجب أن تكون أساساً في بناء مجتمع سوي معافى من كافة الأمراض والآفات نحو مجتمع متزن”.
وتستمر المبادرات المجتمعية من منظمات وناشطين في مدينة الرقة خصوصا وفي المنطقة الشرقية عموما، وذلك إما بهدف التوعية أو تسليط الضوء على قضايا تعليمية وخدمية ومعيشية.
ولا تعتبر هذه الحملة ضد المخدرات هي الأولى من نوعها، فبين فترة وأخرى تطلق جهات خدمية وإنسانية وحتى رياضية، العديد من الحملات بعناوين وشعارات مختلفة.