الدفاع المدني يضع خطة للحد من آثار الحرائق على المحاصيل الزراعية

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص – SY24

يزداد خطر الحرائق الزراعية مع ارتفاع درجات الحرارة واقتراب موسم الحصاد، ويشكل هاجساً على المزارعين، في الوقت الذي يعاني فيه القطاع الزراعي من خسائر في أغلب المناطق السورية، نتيجة تقلص المساحات المزروعة، وتأثير حرب النظام وروسيا وتدميرهم مقومات الإنتاج الزراعي، مما ينعكس بصورة سلبية على الأمن الغذائي.

وقال فريق الدفاع المدني السوري في تقرير حصل موقع SY24 على نسخة منه إن فرق الإطفاء وضعت خطة استجابة لحرائق المحاصيل الزراعية، وتهدف الخطة، إلى الوصول السريع والتنسيق الجيد للاستجابات، للتقليل قدر الإمكان من الخسائر الناجمة عن حرائق المحاصيل، واتخاذ الإجراءات والتدابير العملية والتوعوية للحد من نشوبها، والتعامل السريع معها.

وأضاف التقرير أن الخطة تغطي كافة مناطق شمال غرب سوريا على مستوى مراكز الدفاع المدني السوري، بما يتناسب مع توزع هذه المراكز والمساحات المزروعة في كل منطقة، من ريف إدلب الغربي وسهل الغاب حتى جرابلس في ريف حلب الشرقي.

وأجرت الفرق دراسة شاملة بنيت على عمليات مسح جغرافي لتحديد المراكز الأكثر قرباً وتغطيتها للمساحات المزروعة، وبناءً على تجارب السنوات السابقة وجمع البيانات اللازمة، تمت دراسة وتقييم احتياج هذه المراكز من معدات ومواد وكوادر وتعزيزها بما يلزم، وتحديد المراكز المؤازرة لكل مركز رئيسي، والطرق الآمنة والسريعة لسلكها أثناء التوجه للمؤازرة، وتعزيز قنوات الاتصال ورفع الجاهزية للاستجابة المباشرة، بحسب التقرير.

وبهدف سرعة الوصول وسهولة تأمين المياه المستخدمة للإطفاء، تم التنسيق مع مناهل التزود بالمياه وتعميم قائمة نقاط التزود مع عنوانها التفصيلي، على المراكز بحسب توزيعها الجغرافي وقربها.

وأنشأت فرق الدفاع المدني السوري خلال خطتها في الاستجابة للحرائق 21 نقطة استجابة إطفاء متقدمة، موزعة على أرياف إدلب وسهل الغاب وحلب، بتغطية أكثر من 265 ألف دونمأ من الأراضي الزراعية المزروعة بالحبوب.

وترفد هذه النقاط 28 مركزاً للاستجابة الرئيسية للحرائق في شمال غرب سوريا، بتغطية تصل إلى نحو 985 ألف دونماً من المساحات المزروعة، كما وضعت الفرق خططاً للمؤازرة من 43 مركزاً للدفاع المدني السوري، بهدف تسريع عمليات الاستجابة، وتقليل الأضرار الناجمة عن الحرائق.

وشملت مراحل عمل خطة الدفاع المدني السوري في الاستجابة لحرائق المحاصيل الزراعية: أولها تقدير المساحات المزروعة التي يغطيها كل مركز عمليات تابع للدفاع المدني السوري، وتحديد مراكز الاستجابة الرئيسية، والمراكز المؤازرة وترتيبها وفق المساحة المغطاة.

وأشار التقرير إلى أنه من ضمن الخطة، تقييم الاحتياج من معدات وآليات ومواد للمراكز الرئيسية والمؤازرة، وتحديد عدد ومواقع نقاط التزويد بالمياه لكل مركز عمليات، بالإضافة إلى تحديد عدد ومواقع نقاط الاستجابة المتقدمة وفق المساحات المزروعة.

وأكد التقرير أن فرق الدفاع المدني تخطط لتقييم احتياج نقاط الاستجابة المتقدمة من خلال تنفيذ حملات توعية مجتمعية، وتعميم قائمة التوصيات لفرق الدفاع المدني السوري خلال فترة حصاد المحاصيل الزراعية.

ولم تقتصر خطة الاستجابة للحرائق على آلية استجابة فرق الإطفاء، فالمجتمع المحلي له دور كبير في التقليل من خسائر الحرائق ومساهمته بالحد من نشوبها، واستفاد من حلقات التوعية حول الحرائق وتمكين المدنيين من العامل الأولي معها أكثر من 400 مدنياً ومزارعاً خلال الأشهر الماضية، شملت الحلقات تدريبات حول طرق الوقاية بشكل عام من الحرائق والتركيز على حرائق المحاصيل الزراعية، والتصرف الصحيح في حال نشوبها، بالإضافة لمناورات عملية على استخدام الطفايات اليدوية.

كما تعمل فرق التوعية على توزيع بوسترات توعوية توضح خطر رمي أعقاب السجائر أثناء موسم الحصاد، ونصائح وإرشادات عامة متعلقة بالحرائق الموسمية التي يزيد خطرها خلال فصل الصيف، بالإضافة لإعداد ونشر المواد الإعلامية المصورة والمكتوبة، التي تشرح بشكل تفصيلي الإرشادات اللازمة للحد من حرائق المحاصيل الزراعية.

ومع بداية شهر أيار من كل عام تشهد سوريا ارتفاعاً واضحاً بعدد الحرائق، ويرجع ازدياد الحرائق لارتفاع درجات الحرارة، إضافة لتعمد قوات النظام وروسيا استهداف الأراضي الزراعية بالتزامن مع موسم الحصاد، حيث أدى القصف المدفعي المتكرر على قرى سهل الغاب وجبل الزاوية ومناطق في ريف إدلب الشرقي وحلب الغربي لحرائق التهمت مئات الدونمات من المحاصيل الزراعية خلال العام الماضي 2023، الذي اندلع فيه أيضاً مئات الحرائق في الغابات بكل من ريف إدلب الغربي واللاذقية الشمالي وغابات في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي، واجهت الفرق خلال عمليات إخمادها صعوبات كبيرة بسبب التضاريس الجبلية، وانتشار النيران لمساحات واسعة. وفقاً للتقرير.

ومنذ بداية العام الحالي 2024 حتى نهاية شهر نيسان، أخمدت فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري أكثر من 522 حريقاً في شمال غربي سوريا، نتج عنها وفاة مدنيين اثنين بينهم طفل، وإصابة 74 مدنياً بينهم 32 طفلاً و16 امرأة بحالات حروق واختناق.

مقالات ذات صلة