تشهد محافظة السويداء في جنوب غرب سوريا حالة من التوتر والقلق منذ انتشار ادعاءات عن تفكيك النظام السوري لخلية تتبع لتنظيم داعش، في حين يؤكد أبناء المحافظة أنهم على درجة عالية من الوعي تجاه ألاعيب النظام ومخططاته.
وأفادت مصادر إعلامية محلية، بما في ذلك شبكة “الراصد” الإخبارية، بإحباط الأجهزة الأمنية التابعة للنظام لعملية تفجير خطط لها تنظيم داعش في السويداء.
وذكرت المصادر أنه تم القبض على ثلاثة عناصر من التنظيم في منطقة المنصورة قرب حاجز النقل، كما سُمع صوت إطلاق نار خلال عملية مداهمة.
وأعرب بعض السكان عن قلقهم من تكرار سيناريو داعش في السويداء، مشيرين إلى احتمال قيام النظام السوري بعملية “تمثيلية” جديدة لزعزعة الأمن في المحافظة.
في المقابل، قللت مصادر أخرى من أهمية هذه القضية، معتبرة أنها تأتي في إطار محاولات النظام السوري للتشويش على انتفاضة وحراك السويداء.
وحول ذلك، أوضحت الناشطة السياسية وابنة مدينة السويداء راقية الشاعر لمنصة SY24، أن النظام يلجأ دائما إلى أساليبه وألاعيبه التي بات الكبير والصغير يعلم بها، وذلك انتقاما وسخطاً من حراك السويداء.
وأضافت أن النظام يقف عاجزا أمام هذا الحراك، ومن أجل ذلك لعب في بداية الأمر على عامل الوقت على أمل أن يشعر المتظاهرون باليأس والعودة إلى منازلهم في نهاية المطاف، وعندما فشلت تقديرات النظام بدأ باللعب على وتر بث الفتنة والتفرقة بين المتظاهرين.
كما حاول النظام جر الحراك إلى العسكرة، لكن المتظاهرين تعاملوا بوعي كبير مع هذه المحاولات التي لم تنفع النظام، إضافة إلى عرض عضلاته من خلال استقدام التعزيزات العسكرية والأمنية الأخيرة للالتفاف على الحراك وإنهائه، وفق تعبيرها.
وختمت قائلةً “وأمام هذه المحاولات وقف النظام عاجزا تجاه هذا الحراك، لتأتي في نهاية المطاف ورقة داعش، حيث اختلق النظام قصة تفكيك خلية تتبع لداعش بإخراجٍ وفبركة من أذرعه الأمنية، ولكن جميعنا يعرف ألاعيب النظام ومتى يستخدم فزاعة داعش لتهديد الثوار في ساحة الكرامة، ولكن نحن على درجة عالية من الوعي إزاء كل ما يخطط أو يحضر له النظام”.
ووسط كل ذلك، يُشير التوتر المتزايد في السويداء إلى مخاوف حقيقية من تلاعب النظام السوري بورقة داعش لخدمة مصالحه، فمن ناحية، يمكن للنظام استخدام وجود خلايا داعشية ذريعة لقمع أي معارضة سياسية في المحافظة، خاصة بعد الانتفاضات الشعبية التي شهدتها السويداء في السنوات الأخيرة، ومن ناحية أخرى، قد يسعى النظام إلى إثارة الفوضى وخلق حالة من الخوف بين السكان، تمهيدًا لفرض المزيد من السيطرة على المحافظة، وفق مراقبين.