تلقى الأواني الفخارية رواجاً واسعاً في الشمال السوري وخاصةً الخوابي منها التي يكثر استخدامها في فصل الصيف، حيث تنتشر بسطات لبيع تلك الأواني في شوارع مدينة إدلب والطرق الواصلة إليها.
تشتهر مدينة أرمناز في صناعة الفخار منذ مئات السنين، لاحتواء أرضها على مادة “الغضارية” التي تعطي تلك الأواني تماسكاً وقواماً جميلاً.
يعمل “أبو محمد” البالغ من العمر 41 عاماً، وهو من سكان مدينة أرمناز، في صناعة الأواني الفخارية منذ أكثر من 20 عاماً، حيث ورث تلك المهنة عن والده، وأصبحت مصدر رزقه خلال سنوات الحرب في سوريا.
يقول: إن “انقطاع الكهرباء عن أغلب مناطق الشمال السوري وغلاء المحروقات كان سبباً رئيسياً في ازدهار تلك المهنة خلال السنوات الأخيرة”.
يصنع “أبو محمد” خلال فصل الربيع كميات كبيرة من الخوابي الفخارية، بأحجام وأشكال مختلفة، لكثرة الطلب عليها خلال فصل الصيف، حيث تستخدم تلك الخوابي حلاً بديلاً عن (الثلاجة) لشرب مياه نقية وباردة.
على رصيف قريب من دوار الزراعة بمدينة إدلب، يبيع “أبو علاء” البالغ من العمر 34 عاماً، وهو من سكان المدينة، أواني فخارية مختلفة الأشكال، تلفت نظر المارة إليها.
يحدثنا “أبو علاء” عن حركة شراء الأهالي للأواني الفخارية، فيقول: إن “الطلب الأكبر على الخوابي الفخارية، أما باقي الأدوات فحركة الشراء قليلة نوعاً ما”.
على بسطة أواني فخارية وسط شارع الجلاء في مدينة إدلب، تحمل “أم علي” البالغة من العمر 32 عاماً، وهي من قرية أورم الجوز بريف إدلب الجنوبي، خابية فخارية صغيرة ملونة بالأسود ومزينة بنقوش ذهبية.
تقول: “قريتي لم ترى الكهرباء منذ عام 2013، حالها كحال عشرات القرى في ريف إدلب الجنوبي، لذلك أستخدم الخابية لشرب ماء باردة خلال الصيف”.
تعتمد “أم علي” على شرب الماء الباردة من خلال احتوائها لتلك الخابية الفخارية، تقول: بأنها “تملأ الخابية في الماء، وتضعها على شرفة منزلها في الليل، لتجدها في الصباح باردة وكأنها أخرجتها من الثلاجة”.
لم تقتصر صناعة الفخار على الخوابي فقط، بل أصبح الحرفيون يصنعون منها أشكال مختلفة كالأكواب والصحون والطناجر، وأضافوا إليها فن الزخزفة والزينة التي زادت من الطلب عليها بشكل كبير.