يعد “سيران الجمعة” من أهم الطقوس القديمة للعائلة السورية، التي لا تزال موجودة عند غالبية أهالي المدن في الشمال السوري.
يقضي “أبو الزين” وعائلته سيران يوم الجمعة في إحدى المسابح الصيفية بمدينة دركوش غربي إدلب. يقول: “يوم الجمعة متنفس العائلة وراحة لتعب أسبوع كامل”.
“أبو الزين”، 43 عاماً، وأب لخمسة أولاد، يسكن في مدينة إدلب، ويعمل مرشداً نفسياً في إحدى المنظمات الإنسانية.
ينتظر أطفاله يوم الجمعة بفارغ الصبر، يقول: “شوق أولادي لهذا اليوم يذكرني بأيام طفولتي، عندما كنت أخرج مع عائلتي لنمرح ونلعب”.
تتميز طقوس سيران أهالي إدلب بالتعاون والمحبة بين النساء والرجال خلال رحلتهم، تقول “أم وسيم”، 31 عاماً، وأم لثلاثة أطفال، تسكن في مدينة إدلب: “خلال السيران، تعمل النساء والرجال يداً واحدة في إعداد الطعام، والفرح يغمر قلوبنا”.
تعد وجبة الغذاء رئيسية في السيران، وغالباً ما يكون طعامها شواء اللحم إضافة إلى المقبلات كالسلطة والتبولة والفتوش، تقول “أم وسيم”: إن “وجبة الغذاء نتعاون بها جميعاً، الرجال يشعلون النار ويشوون اللحم، والنساء تجهزن المقبلات وترتبن المائدة”.
تتمتع مدينة دركوش بأجواء لطيفة وساحرة، وذلك لمرور نهر العاصي منها، كما تتميز بساتينها بأشجار الحمضيات والرمان، مما دفع الكثير من الأهالي لزيارتها خلال فصل الصيف.
لم يقتصر السيران على جمعة الأسرة، بل كان للشباب مشاويرهم الخاصة، يقول “يمان”، 21 عاماً، وطالب في الهندسة المدنية بجامعة إدلب، إنه يذهب مع أصدقائه إلى مدينة دركوش مرة أو مرتين خلال فصل الصيف.
يقوم وأصدقاؤه بإيجار إحدى مسابح المدينة يوم الجمعة، ويقضون هذا اليوم بعيداً عن أعباء الحياة ومشاكلها.
يحدثنا عن أجواء السيران مع أصدقائه، فيقول: إن “أجواء أكثر من رائعة، وأجمل ما فيها نفس الأركيلة بعد الغذاء أو السباحة”.
رغم حالة الحرب التي تعيشها المنطقة منذ أكثر من عشر سنوات، يحاول أهالي إدلب البحث عن متنفس لهم بعيداً عن الأوضاع الأمنية التي أرهقتهم نفسياً وجسدياً.