تستمر الجهود المكثفة لإعادة دمج العائدات من مخيم الهول بريف الحسكة شرقي سوريا، وذلك من خلال الدورات التدريبية والمشاريع الصغيرة التي تُمكن هذه الفئة من تأمين مستقبلها ومستقبل أطفالها.
وفي المستجدات، تُنفذ منظمة QRD مشروعاً في مدينة هجين بريف دير الزور الشرقي، يهدف إلى دمج النساء العائدات من مخيم الهول بالمجتمع المحلي وتحقيق دخل ثابت للعوائل الأكثر حاجة.
يُقدم المشروع الذي يضم 15 سيدة دورات تدريبية مكثفة في مهنة “الكوافيرة”، بهدف تمكين المستفيدات من فتح مشاريع خاصة بهن أو العمل في صالونات التجميل، مما يُساهم في تحسين وضعهن الاقتصادي وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
ويُولي المشروع اهتماماً خاصاً بدمج النساء العائدات من مخيم الهول مع نساء المجتمع المحلي، وذلك من خلال تقسيم المستفيدات إلى مجموعتين: الأولى من العائدات من المخيم، والثانية من المقيمات في هجين والقرى المجاورة.
وأعربت المشاركات في الدورة التدريبية عن سعادتهن بالمشاركة في المشروع، ورأين فيه فرصة لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتحسين وضعهن المعيشي.
وقالت إحدى المشاركات “لقد بدأت الدورة من الصفر، وتعلمتُ مهارات جديدة مثل قص الشعر ووضع المكياج. هذه المهنة تناسب المرأة العربية، خاصة أنها لا تتعارض مع عاداتنا وتقاليدنا”.
وتُعدّ QRD من المنظمات الفاعلة في مساعدة العائدات من مخيم الهول، فمنذ عامين، تعمل المنظمة على تنفيذ مشاريع مشابهة في كل من الرقة والحسكة، وتهدف إلى دمج العوائل العائدة في المجتمع المحلي.
وتشمل هذه المشاريع برامج تعليمية وتدريبية، ودعم نفسي، وتوفير فرص عمل، وتقديم مساعدات إنسانية.
وفي هذا السياق، أشارت الناشطة الإنسانية مايا عصملي في حديثها لمنصة SY24، إلى أنه من المهم جدا على كافة منظمات المجتمع المدني التحرك لدعم فئة العائدات من مخيم الهول إضافة إلى فئة الأطفال، مضيفة أن هذه الفئة لا ذنب لها حتى تعاني هذه المعاناة بسبب ظروف كثيرة وأهمها فقدان المعيل، وبالتالي لا يجب التقصير تجاهها مهما كانت الظروف، وفق تعبيرها.
ولفتت إلى أن التحالف الدولي ملزم بدعم المنظمات المحلية لتكثيف الدورات التدريبية والمشاريع التي تتيح لفئة العائدات من المخيم تعلم مهنة تعينها على تحديات الحياة المعيشية والاقتصادية خارج مخيم الهول.
ورأت أن أي مهنة سواء الخياطة، أو الكوافيرة، أو صناعة المعجنات، أو مواد التنظيف، كلها مهن مهمة جدا بالنسبة للمرأة التي عادت من المخيم، خاصة وأن الطريق أمامها ما يزال طويلا وشائكاً ومن أجل ذلك هي بحاجة للاعتماد على نفسها بمهنة تعينها على كل تلك التحديات، بحسب رأيها.
وتؤكد التقارير التي تنشرها منصة SY24، والتي تسلط الضوء على العائدات من المخيم، بأنهن “عائدات إلى الحياة من جديد”، إضافة إلى تسليط الضوء على المهن التي تتعلمها النساء العائدات من المخيم في مناطق متفرقة شرقي سوريا.
ووسط كل ذلك، تستمر الجهود من إدارة مخيم الهول بريف الحسكة شرقي سوريا، وبالتنسيق مع وجهاء العشائر السورية وبدعم من منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية، لإخراج دفعة جديدة من العائلات السورية من المخيم في خطوةٍ لإعادة دمجها في المجتمع، وتخفيف العبء عن المخيم.