أطلقت الجمعية الطبية الأمريكية السورية “سامز” مشروعاً نوعياً في شمال غربي سوريا يهدف إلى تقديم الدعم الكامل لإجراء 48 عملية جراحة قلب مفتوح، والتي سيتم تنفيذها على مدار الأشهر الثلاثة القادمة في مستشفى الرازي الخاص بمدينة الدانا شمال إدلب.
يستهدف هذا المشروع، حسبما أكده الطبيب “حمزة أبو اليسر”، مدير المشاريع التخصصية في مكتب سامز بمدينة غازي عنتاب التركية، في حديث خاص لمنصة SY24، مرضى جراحة القلب الذين تمت دراسة حالاتهم من قبل لجنة مختصة من جراحي القلب في سامز، والمدرجين ضمن قائمة الانتظار حسب الأولوية.
يهدف المشروع إلى تسريع الاستجابة للحالات الملحة التي كانت قد أطلقتها منظمة الإغاثة الإسلامية عبر مركزها المختص في مدينة إدلب، وإزالة العقبات المالية التي قد تعيق تلقي العلاج الضروري.
وأضاف أن أولى العمليات انطلقت في العاشر من شهر مايو/أيار الجاري، في مركز خاص ستقوم منظمة سامز بتغطيته بشكل كامل، بهدف تقديم الخدمة الطبية بأسرع وقت للمرضى.
وأشار إلى أن هناك 400 مريض في مركز الإغاثة الإسلامية، ولا يستطيع المركز وحده تحمل العبء كله، إذ يحتاج سنوات إذا استمر لوحده في تقديم الخدمة لجميع المرضى.
وأوضح أنه حتى اليوم تم إجراء أربع عمليات جراحية تكللت بالنجاح منذ بدء المشروع في 10 أيار الجاري.
وخلال حديثه، أكد الطبيب “أبو اليسر” أن العقبة الأساسية في عمليات جراحة القلب كانت قلة الكادر الطبي المختص، إذ كان يقتصر على وجود طبيبين فقط من جراحي القلب واثنين من المسؤولين عن أجهزة القلب والرئة الصناعية واثنين من مساعدي الجراحين.
وأضاف أن التحدي الأول والأكبر كان تجميع الكادر للانطلاق بعمليات جراحة القلب، وفي الفترة الأخيرة، كانت هناك بعثتان طبيتان من سامز، تضمّان طبيبين لجراحة القلب، عملوا في المركز وأجروا عدداً من العمليات النوعية.
كما تم توفير فنيين لإدارة أجهزة القلب والرئة الصناعية، يخضعون للتدريب لمدة سنة ونصف ليتم تخريجهم، واثنين من مساعدي الجراحين وطبيب تخدير قادر على إدارة العمليات، إضافة إلى وجود كوادر يتم تدريبها من أجل جراحة القلب.
تأتي هذه الانطلاقة كمرحلة أولى ضمن برنامج سامز لجراحة القلب في شمال غرب سوريا، حيث تعمل على تجهيز مركزين لجراحة القلب في مدينتي إدلب والباب، وتطلّع إلى تحقيق تأثير إيجابي كبير في حياة المرضى وأسرهم من خلال هذا المشروع.
وأكد عدد من المرضى الذين تحدثنا إليهم، أن هذا المشروع يخفف كثيراً من الأعباء المالية المترتبة عليهم، إذ تصل تكلفة العملية من هذا النوع إلى قرابة 4500 دولار، وهي مبالغ مرتفعة جداً يعجز غالبية المرضى عن دفعها، ناهيك عن تأمين الأدوية لهم وسط ظروف معيشية واقتصادية صعبة يعاني منها غالبية الأهالي في الشمال السوري.