تعد فترة الامتحانات النهائية للصفوف الانتقالية في الداخل السوري فرصةً لتأمين مصدر دخل ثانوي ولو بشكل مؤقت لكثير من المعلمين والمعلمات، إذ تنشط خلال هذه الفترة الدروس الخصوصية رغبةً من ذوي الطلاب برفع مستوى أبنائهم وتحصيل علامات أفضل في نهاية العام الدراسي.
وتلعب الدروس الخصوصية دوراً مهماً في دعم التحصيل الدراسي لطلاب المرحلتين الابتدائية والإعدادية، لا سيما في مناطق ريف دمشق التي تواجه العملية التعليمية فيها تحديات مختلفة.
وتشهد الفترة الحالية إقبالاً على الدورات المنزلية لعدد من الطلاب، وقد تكون جلسات جماعية تضم عدداً من الطلاب، حيث يُقسم سعر الجلسة عليهم وتكون أقل تكلفة من الدروس الفردية، وتتراوح أسعارها بين 10 إلى 15 ألف ليرة سورية للساعة الواحدة، أما الدروس الفردية المخصصة لطالب واحد فهي أغلى ثمناً وقد تصل إلى 50 ألف ليرة للساعة، وتختلف الأسعار من منطقة إلى أخرى ومن معلم لآخر، حسب قول والدة طالبة الصف الثامن “إيمان” المقيمة في حي شعبي بمدينة التل.
تخبرنا السيدة الأربعينية أنها وكثير من الأهالي في المنطقة يلجؤون إلى الدروس الخصوصية لرفع مستوى التحصيل الدراسي لأولادهم في الامتحانات النهائية، فهي موظفة وغير قادرة على تخصيص وقت للتدريس، فضلاً عن صعوبة المناهج وخاصة المواد العلمية.
تقول في حديثها إلينا إنها ترسل ابنتها مع عدد من طالبات صفها إلى معلمتهم للتدريب في أيام الامتحانات، مقابل مبلغ مادي يُقسم على الطالبات وتمتد الجلسة من ساعة ونصف إلى ساعتين تكون مكثفة ومختصرة لأهم الدروس.
كذلك تعد هذه الفترة فرصة عمل لكثير من المعلمين والمعلمات تأمّن لهم مصدر دخل جيد قبل انتهاء العام الدراسي، يقول أحد المعلمين في حديثه إلينا: إن أجرة أسبوع من التدريس الخصوصي تعادل راتبه خلال شهر، وينتظر كثير منهم فترة الامتحانات لتحصيل كسب إضافي، إذ يكثّفون مواعيد الدروس الخصوصية كونها فترة مؤقتة ولكنها مربحة.
وعن أهمية دورات المراجعة يقول المعلم “أنور”، مدرس اللغة العربية في إحدى مدارس ريف دمشق، إنها تساعد الطلاب على فهم المواد الدراسية بشكل أفضل، خاصةً في المواد التي يجدون صعوبة فيها، مع مراعاة الفروق الفردية لكل طالب، كما تساهم في تحسين فهمهم واستيعابهم وتحصيل درجات أعلى في الامتحانات، لذا يفضلها الأهالي رغم الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة لغالبية السكان.