كل صباح، يُحَمّل المزارع “باسل” سيارته بصناديق “الجانرك” إلى سوق الهال في مدينة جسر الشغور، بعد أن قام بقطافها طازجة لتكون مرغوبة للبيع بشكل أفضل.
تنتشر زراعة “الجانرك” في ريف جسر الشغور غربي إدلب، وارتفعت أسعار تلك الفاكهة بشكل ملحوظ هذا العام بعد افتتاح معبر “باب الهوى” لتصديرها إلى الدول الخارجية مثل العراق ودول الخليج وتركيا.
“باسل”، 57 عامًا، أب لسبعة أولاد، من قرية “الملند” غربي إدلب، يمتلك ما يقارب 45 دونمًا من الأراضي المزروعة بالجانرك والخوخ والعنب والزيتون، يحدثنا عن فرق أسعار الجانرك بين هذا العام والماضي فيقول: “السنة الماضية كان سعر الكيلو الواحد نوع أول حوالي الدولار الواحد، أما الآن فقد تضاعفت أسعاره ليصل سعر الكيلو الواحد إلى ثلاثة دولارات أمريكية”.
“أبو رامي”، 29 عامًا، وأب لأربعة أطفال، يسكن في مدينة جسر الشغور ويعمل على بسطة لبيع الخبز في المدينة، يقول: “السنة الماضية كانت فاكهة الجانرك أرخص الفواكه الصيفية، أما الآن فقد أصبحت من الفواكه الغالية الثمن بعد تصديرها إلى دول الخارج”.
يشير “أبو رامي” إلى أن “فرق سعر الجانرك عن العام الماضي يبلغ ما يقارب 60 ليرة تركية، هذا الفرق يعادل نصف أجرة عامل المياومة في أحسن حالها في الشمال السوري”.
فتح طريق التصدير أمام المنتجات الزراعية في الشمال السوري دون اكتفاء الأسواق المحلية بها، رفع من أسعارها بشكل مضاعف مما أثقل كاهل المواطنين في الشمال السوري.
فاكهة الجانرك واحدة من بين عشرات الأصناف من المنتجات الزراعية التي يتم تصديرها إلى دول الخارج مما أثر على ارتفاع أسعارها بشكل كبير في الأسواق المحلية بالشمال السوري، فيما شهدت مادة زيت الزيتون ارتفاعًا مضاعفًا عن العام الماضي، وذلك بسبب فتح طريق تصديرها إلى الدول الأوروبية بشكل رئيسي والدول العربية بما فيها دول الخليج ومصر والعراق.
يعد زيت الزيتون من أساسيات المؤنة في كل منزل، وتصديره إلى الخارج دون اكتفاء الأسواق المحلية به، ضاعف من سعره، حيث وصل سعر “التنكة” التي تزن 16 كيلوغرامًا إلى 92 دولارًا أمريكيًا، بينما كان سعرها العام الماضي 45 دولارًا أمريكيًا.
“أبو ياسين”، 45 عامًا، أب لستة أولاد، يسكن في مدينة أريحا، ويعمل كعامل مياومة في ورشة لقطاف المواسم الزراعية. اضطر إلى خلط زيت الزيتون بالزيت النباتي، حيث يخلط كل ليترين من الزيت النباتي بليتر من زيت الزيتون، وذلك لعدم قدرته على شراء كمية كافية لعائلته من زيت الزيتون بهذه الأسعار الخيالية.
يناشد أهالي الشمال السوري تجار المنتجات الزراعية بسد حاجة الأسواق المحلية بالمنتجات المحلية قبل تصديرها، بسبب عدم قدرتهم على شراء تلك المنتجات بهذه الأسعار المرتفعة.