تفاقمت الأزمة في مدينة طرطوس الساحلية بسبب تفاقم وضع النظافة فيها، حيث انتشرت النفايات والقمامة في كافة الأحياء السكنية والأسواق، ووصلت حتى منطقة الكورنيش البحري والطرقات الرئيسية، وسط تجاهل المسؤولين في البلدية ومركز المحافظة والمجلس المحلي لهذه الكارثة البيئية وسط ارتفاع درجات الحرارة وانتشار الأوبئة.
وبرر أحد المسؤولين في حديثه إلى موقع محلي سبب تفاقم النفايات في المدينة بالنقص الحاد في عدد العمال والآليات المخصصة لترحيل القمامة، إضافة إلى كثرة أعطالها وتكلفة صيانتها المرتفعة، مما جعل الوضع الخدمي مترديًا إلى هذه الدرجة.
وأرجع سبب تناقص عدد عمال النظافة إلى تخلي قسم كبير منهم عن العمل نتيجة انخفاض أجورهم مقارنة مع مشقة العمل، وإحالة عدد كبير منهم إلى المعاش التقاعدي بعد انتهاء خدمتهم.
وأشار إلى أن عدم استدراك هذه المشكلة بتعيين عمال نظافة جدد رغم الحاجة الملحة لوجودهم قد ضاعف المشكلة، موضحًا أن العدد الحالي أقل بكثير من تغطية كافة أحياء المدينة والوصول إلى وضع نظافة جيد.
وأثارت هذه الحالة المزرية التي وصلت إليها المنطقة من تراكم أكياس القمامة وانتشار الروائح الكريهة والحشرات السامة والقوارض بالقرب من المنازل السكنية والشوارع العامة وحتى الحدائق، موجة غضب واسعة بين الأهالي، لا سيما مع عجز السلطات المعنية عن الاستجابة للوضع وإيجاد حل للمشكلة.
وفي السياق، اشتكى عدد من الأهالي مؤخرًا من تلوث مياه الشرب النظيفة في المدينة بمياه الصرف الصحي والنفايات، مما تسبب بحالات تسمم سابقة نتيجة التلوث وعدم الاستجابة وصيانة الخطوط وترحيل القمامة حسب ما أكدته صحيفة الوطن الموالية.
وسبق أن سجلت منطقة دريكيش بمحافظة طرطوس أكثر من 400 حالة إصابة بـ “التهاب الكبد الوبائي” تناولتها منصة SY24 في تقرير مفصل نتيجة المياه الملوثة التي يشتريها المواطنون من السيارات الخاصة ببيع المياه.