دخل “عدنان” في جمعية شخصية مع عدد من زملائه المعلمين في المدرسة التي يعمل بها، وذلك لادخار مبلغ من المال يساعده في تجهيز بيته الذي لم ينتهِ منه بعد.
غياب القروض البنكية في الشمال السوري فتح المجال أمام الموظفين في المنطقة للدخول في جمعيات شخصية مع الأصدقاء أو الأهل أو الزملاء، بهدف ادخار المال لتحسين وضعهم المعيشي.
“عدنان”، 28 عاماً، أب لطفلين، يسكن في قرية كفرلاته جنوبي إدلب، ويعمل معلماً في مدرسة القرية، اقترح على زملائه إنشاء جمعية بينهم لمدة محددة ومبلغ محدد ومتساوٍ لكل شخص منهم.
يحدثنا عن الأسباب التي دفعته للدخول في هذه الجمعية، فيقول: “لا يمكنني ادخار المال إلا عن طريق هذه الجمعية، فأنا بطبيعة الحال أصرف كل راتبي خلال الشهر ولا أستطيع ادخار دولار واحد منه”.
خلال جلسة عقدها “عدنان” مع زملائه وبعض أصدقائه، تم تحديد المبلغ الذي يتوجب على كل شخص دفعه كل آخر الشهر، إضافة إلى المدة التي تنتهي بها الجمعية، وأدوار الأشخاص في استلام المبلغ كل شهر.
يقول: إن “الاتفاق كان بين 12 شخصاً، والمبلغ المحدد 50 دولاراً شهرياً على كل شخص لمدة سنة”.
ويشير “عدنان” إلى أنه “يتم تحديد شخص يجمع عنده المال كل شهر ليستلمه صاحب الدور المتفق عليه”.
تستبعد “أم محمد”، 42 عاماً، أرملة وأم لخمسة أولاد، مقيمة في مدينة أريحا، وتعمل مستخدمة في إحدى مدارس المدينة، فكرة دخولها في هذه الجمعيات، تقول: “كل آخر شهر أدين مبلغاً من المال لسد احتياجات منزلي، فكيف يمكنني الدخول في جمعية شخصية؟”.
عادة ما يتم الاتفاق على الجمعية خلال جلسة يعقدها أحد الأطراف دون تثبيت هذا الاتفاق بأوراق تثبت حقوقهم.
وهذا ما دفع “هبة”، 31 عاماً، مرشدة نفسية في إحدى المنظمات الإنسانية، لتغيير رأيها في دخول جمعية مع زملائها العاملين معها، لعدم وجود أوراق توثق حقوقها في حال حدوث تأخير أحد الأطراف عن الدفع أو موته.
تتم هذه الجمعيات على أساس الثقة بين الأطراف، ونادراً ما تحدث مشاكل بينهم، وأكثر ما يميز هذه الجمعيات ويجعل الناس يرغبون في الانضمام إليها أنها تتم دون فوائد مالية تترتب على الأشخاص المنضمين لها.