في موسمه.. ورق العنب يحل ضيفاً خجولاً على موائد الأهالي في إدلب 

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

إقبال خجول من قبل كثير من العوائل في الشمال السوري على شراء ورق العنب لتحضيره مونة الشتاء هذا العام، بسبب ارتفاع أسعاره الذي زاد ضعف ما كان عليه العام الماضي، حسب ما أكدته نسوة في ريف إدلب تحدثنا إليهن.

حيث تراوح سعر كيلو ورق العنب بين 60 _85 ليرة تركية أي ما يعادل 2_3 دولار تقريباً، حسب نوع الورق وحجمه، وهو مبلغ مرتفع بالنسبة لغالبية الأهالي وذوي الدخل المحدود، إذ تحتاج أسرة مكونة من خمسة أشخاص قرابة خمسة كيلو من ورق العنب بتكلفة قد تصل إلى 400 ليرة بشكل وسطي ومتفاوت لتحضير المونة، وهذا ما جعل كثيراً من العوائل تكتفي بطبخة واحدة فقط دون القدرة على وضع كميات معينة للشتاء.

وتعد أكلة البيرق أو ورق العنب من الوجبات الأساسية عند غالبية السوريين، وتحرص الأمهات والعوائل على تحضيرها وتخزينها للمونة مستغلين وفرتها في موسم قطافها، والذي يبدأ مثل هذه الأيام من كل عام.

تخبرنا “تغريد” 36 عاماً، سيدة تعمل في تحضير المونة وبيعها ضمن منزلها بمنطقة دير حسان شمال إدلب، أن موسم قطاف ورق العنب من الكروم يبدأ من شهر أيار، ويقطف كل أسبوعين مرة، بمعدل ثلاث قطاف للحقل الواحد، كي لا تتأثر ثمار العنب الصغيرة بكثرة القطاف.

وأضافت أنه من الأفضل أن يقطف باكراً أو في المساء حيث تكون الأوراق طرية ورطبة، ويعد موسم جيداً بالنسبة لأصحاب البساتين، إذ يؤمن لهم دخلاً مادياً يفوق مردود ثمار العنب، وترتفع أسعاره بين السنة والأخرى.

حرصت السيدة الثلاثينية هذا الموسم على شراء كميات وفيرة من ورق العنب من كروم وحقول في مدينة حارم وبأسعار مناسبة وأقل من سعر السوق، ثم قامت بتحضيرها وبيعها للأمهات والسيدات في مكان سكنها مقابل نسبة ربح بسيطة، فضلاً عن عملها في تخزين كميات كبيرة من الورق وتحضيرها لبيعها في الشتاء.

تقول في حديثها إلينا: إن “السفرة السورية لا تكتمل إلا بطبخة ورق العنب سواء المحشي باللحم أو الخضار “اليالنجي” وهو من الأصناف المحببة شعبياً لدى الأهالي، غير أن الغلاء المعيشي وارتفاع الأسعار وتدني مستوى المعيشة بشكل عام، جعل البيرق من الأصناف التي تفتقر إليها موائد الأسر وتخلت تبعاً لظروفها الاقتصادية.

وأضافت السيدة أن شريحة كبيرة من أهالي الريف ولاسيما ريف إدلب الجنوبي، كانوا يعتمدون على حقولهم في تأمين مونة ورق العنب، وباقي أصناف المونة الأخرى، ونادراً ما كانوا  يشترونها من الأسواق، ويعد ريف إدلب من المناطق المشهورة بزراعة ورق العنب والكرمة.

يذكر أن الظروف المادية والاقتصادية الصعبة التي يعيشها غالبية السكان في الشمال السوري أثرت على حياتهم وعاداتهم الشعبية، ودفعتهم للبحث عن طرق وحيل للتأقلم  مع الظروف الحالية المتردية، حيث واجه كثير من الأهالي الضائقة المادية وضنك العيش، بالاستغناء والتقليل والتقنين قدر المستطاع في سبيل التعايش مع الواقع الاقتصادي الحالي.

مقالات ذات صلة