ما تزال الحرائق التي تلتهم المحاصيل الزراعية تتصدر واجهة المشهد في عموم المنطقة الشرقية، وذلك منذ عدة أسابيع.
وفي المستجدات، أكدت مصادر متطابقة أن الحرائق تسببت بخسائر فادحة للمزارعين شرق سوريا، حيث اجتاحت حرائق ضخمة حقول القمح والشعير في محافظة الحسكة طالت مئات الدونمات من المحاصيل.
وأفادت مصادر في فوج إطفاء الحسكة بأنّ النيران أدت إلى إتلاف 530 دونماً من محصول القمح، و275 دونماً من محصول الشعير، و125 دونماً من المحاصيل المحصودة بريف الحسكة، بالإضافة إلى احتراق 28 دونم من محصول الشعير في ريف الدرباسية.
وبحسب المصادر، فإنّ الجهود المكثفة لفرق الإطفاء وبدعم من أهالي المنطقة تنجح في كثير من الأحيان في إخماد الحرائق بعد ساعات من العمل المتواصل.
وتُعدّ هذه الحرائق ضربة قاسية للمزارعين في المنطقة، الذين يعولون على هذه المحاصيل لتحسين معيشتهم خاصةً في ظلّ الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمرّ بها المنطقة.
وفي هذا الصدد قال الناشط أبو عبد الله الحسكاوي أحد أبناء المنطقة الشرقية لمنصة SY24، إن المزارعين في الحسكة يعانون من صعوبات جمة ناجمة عن نقص مياه الري وشحّ الإمكانيات، بالإضافة إلى انخفاض أسعار المحاصيل، في حين تُشكل هذه الحرائق كارثة إضافية تُهدد بتفاقم معاناتهم وتُعيق قدرتهم على الإنتاج وتأمين قوت يومهم”.
وأكد أنه من الضروري اتخاذ إجراءات وقائية لمنع تكرار حرائق كهذه، مثل: توعية المزارعين بمخاطر الحرائق وطرق الوقاية منها، تنظيف الحقول من الأعشاب الجافة والنفايات، توفير معدات إطفاء حرائق كافية في جميع المناطق، والتبليغ الفوري عن أي حريق يندلع.
ومؤخراُ، ناشد ناشطون من أبناء المنطقة جميع الأهالي بعدم رمي أي علبة زجاجية أو عقب سيجارة على أطراف الطرقات أو بين الحشائش والنباتات، فهذا يُشكل خطرًا كبيرًا على الأراضي الزراعية ومحاصيل المزارعين، حسب تحذيراتهم.
وبشكل متواصل يوجّه ناشطون وجهات محلية نصائح إضافية للمزارعين والفلاحين، منها التوخي والحذر من الحرائق المفتعلة كما حصل في موسم عام 2019.
يذكر أنه في العام 2019، التهمت الحرائق مناطق في شرق سوريا وتحديدا محافظة الحسكة والرقة وريف دير الزور، حيث أتت الحرائق على نحو أربعين ألف هكتار مربع بخسائر تجاوزت عشرين مليار ليرة سورية.