تزايد هجرة الشباب.. تبعات خطيرة على مناطق النظام

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

يشهد المجتمع السوري وخاصةً في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام نزوحًا متزايدًا للشباب، ممّا يُنذر بتبعات خطيرة على مستقبل البلاد.

وتشير العديد من التقارير والدراسات إلى أنّ أعدادًا كبيرة من الشباب السوري باتت تُغادر البلاد بحثًا عن فرص أفضل في الخارج، هربًا من الأوضاع المعيشية المتردية وانعدام الآفاق والضغوط الأمنية، إضافة إلى تغييب فرص التعبير والمساهمة في بناء مستقبل سوريا.

وأنذر مراقبون من أن هجرة الشباب تعد خسارة كبيرة لسوريا، حيث يُشكل الشباب طاقة بشرية هائلة وفعّالة وعنصرًا أساسيًا في بناء أي مجتمع.

وفي ذات الصدد، حذّر مدير المكتب المركزي للإحصاء سابقاً شفيق عربش، من مخاطر تزايد موجات هجرة الشباب من مناطق سيطرة النظام السوري، مؤكداً على أنّ ذلك يُنذر بتغيرات ديموغرافية خطيرة قد تُهدد مستقبل البلاد.

وأوضح عربش في تصريحات صحفية أنّ هجرة الشباب التي تُشكل شريحة واسعة من الفئة العمرية بين 16 و 36 عاماً أدّت إلى شيخوخة المجتمع بشكلٍ ملحوظ، ممّا انعكس سلباً على معدلات المواليد.

وأشار إلى أنّ آخر إحصائية دقيقة لعدد سكان سوريا كانت في عام 2011، حيث بلغ عدد السكان 19.3 مليون نسمة.

ولفت عربش إلى أنّ نسبة الإناث في المجتمع السوري باتت تفوق نسبة الذكور بأكثر من 5%، حيث تشكل الإناث 54% من السكان مقابل 46% للذكور.

وأكد عربش على أنّ هجرة الشباب تُشكل خسارة فادحة لسوريا، حيث تُفقد البلاد كفاءاتها وطاقاتها الشابة، ممّا يُعيق عملية إعادة الإعمار والتنمية.

ودعا إلى ضرورة إيجاد حلولٍ جذرية لمعالجة أسباب هجرة الشباب، من خلال تحسين الوضع الاقتصادي وإعادة إعمار البنى التحتية وتوفير فرص العمل والتعليم وخلق بيئة آمنة ومستقرة.

كما شدّد عربش على أهمية إجراء إحصاء سكاني جديد لمعرفة التغيرات الديموغرافية التي طرأت على المجتمع السوري خلال السنوات الماضية، داعياً المنظمات الدولية إلى دعم الجهود المبذولة في هذا المجال.

من جهته، قال الحقوقي عبد الناصر حوشان لمنصة SY24، إنه “بالأصل وقبل موجات الهجرة فإن  مجتمع سورية المفيدة (دولة الاسد) لا يُعتبر الشباب السوري من أبناء المناطق التي خرجت عليه من مقومات مجتمعه وإنما كان يعاملهم على أنهم إما عبيد لخدمته أو جنودا يزج بهم في مواجهة أبناء جلدتهم، ولما وصلت هذه القناعة لمن تبقى منهم قرر الفرار”.

وتابع “أضف إلى ذلك التجييش الطائفي وإثارة الأحقاد في نفوس حاضنته الطائفية دفعت بأبناء هذه الحاضنة إلى محرقة الحرب على الشعب السوري لدرجة أن أغلب العائلات دفعت بكل شبابها وشاباتها للقتال معه، فاندثرت عائلات بكاملها ولم يتبقى منها سوى الأم أو الأب أو أرملة أو طفل”.

واعتبر أن “كل هذا هو سياسة ممنهجة من قبل نظام الأسد وحلفائه في إيران للتخفيف من عدد سكان سورية وخاصة من الأكثرية السنيّة، ليسهل لهم التحكّم بمن تبقى وتخفيف الأعباء الاقتصادية عن دولتهم المفيدة، وزيادة على ذلك فهو يستثمر هجرة الشباب من خلال رسوم الحصول على جوازات السفر وكذلك من خلال التحويلات المالية التي يرسلها هؤلاء الشباب إلى أهاليهم في مناطقه، عداك عن الابتزاز القانوني من خلال بدلات الإعفاء من الخدمة العسكرية أو غيرها من أبواب الابتزاز”.

ومؤخراً، أعرب إعلاميون معروفون بولائهم الشديد للنظام السوري، عن قلقهم من حالات “الهجرة” من مناطق سيطرة النظام، زاعمين في الوقت ذاته تجاهلهم للأسباب التي تدفع بكثيرين للفرار من تلك المناطق.

وأكد عدد من المهتمين ملف التطورات داخل سوريا، أن ما لا يقلّ عن ثلثي الشباب السوري هاجر إلى خارج سوريا من مناطق النظام وغير مناطق النظام، وقسم كبير من الشباب يعمل حاليا بائعين على البسطات في شوارع المدن أي أنهم أيضا غير منتجين وعديمي الفائدة مجتمعياً، فلذلك المنتجات شحيحة بشكل عام وخاصة الزراعية منها”، وفق رأيهم.

وبين الفترة والأخرى تتعالى الأصوات من مناطق سيطرة النظام منددة بالظروف المعيشية والاقتصادية والتي يتجاهل النظام وحكومته إيجاد الحلول اللازمة لها.

مقالات ذات صلة